الإسلام بين الشرق والغرب ..

 



 الإسلام بين الشرق والغرب 


تأليف: علي عزت بيجوفيتش

تقديم: عبدالوهاب المسيري

ترجمة محمد يوسف عدس

عدد الصفحات: 378

الناشر: دار الشروق


***


هناك أشياء كثيرة في الحياة.. عقل الإنسان البسيط مهما بلغ من علم وثقافة لن يستطيع تفسيرها .. وهي تلك الأشياء المرتبطة بالخلق والروح، دائماً ما نرى من أولئك الذين يحاولون تفسيرها تفسير بشري قاصر على الأشياء التي يعرفها ويقبلها عقله.. وهي أبعد من ذلك.. لو كف عن محاولة تفسيرها بهذه الشدة أظنه لكان أكثر إيماناً بها وبأسباب وجودها ووجوده هو أيضاً..


بدأ هذا الكتاب بمقدمة طويلة من تقديم عبدالوهاب المسيري وضح فيها من هو علي عزت بيجوفيتش، وتلخيص بسيط للكتاب ليعرفنا عليه.. ثم تلتها مقدمة المترجم فالمؤلف.. بصراحة المقدمتين الأولى والثانية قرأت منهما مقتطفات لأن الأهم بالنسبة لي هي مقدمة المؤلف نفسها..


انقسم الكتاب الى قسمين.. 


الأول: مقدمات: نظرات حول الدين..

هنا نجد تلك النظريات التي تحاول تفسير الخلق والإنسانية من دون وجود الخالق أو تلك التي تفصل بين الدين والدنيا، والإنسان والإنسانية وكيف كانت هذه النظريات تخالف بعضها بعضاً وتُكذّب إحداها الأخرى، وبيان كمية الأخطاء التي فيها.. لكنه لم يكن أبداً ليتحيز.. عرض جميع النظريات ووضحها من الجهتين، الجهة الموافقة والمعارضة.. فلا تحيز ولا فرض..

"لو كان الإنسان ببساطة أكثر الحيوانات كمالاً، لكانت حياته بسيطة خالية من الأسرار. ولكنه ليس كذلك، إنه (دودة الأرض وابن السماء)، ولكونه مخلوقاً فهو كائن مشوش"..

هنا العديد من المصطلحات الغريبة علي أو التي لم أكن ألقي لها بالاً في السابق فاضطرني هذا للاستعانة بـ "الشيخ قوقل".. ليساعدني على فهمها.. 

هذا القسم كان متعباً جداً..


أما القسم الثاني: الإسلام وحدة ثنائية القطب..

هنا تكمن روعة الكتاب - بالنسبة لي - .. تكلم فيه عن الارتباط بين اليهودية والمسيحية والإسلام.. وكيف أن الإسلام جمع بينهما .. فكان هو الدين الوسطي الكامل الذي جمع بينهما.. وأبدع في شرح أركان الإسلام من الناحية العلمية قبل الروحية.. وكأنه يُفنّد ويهدم فيها كل تلك النظريات التي في القسم الأول.. 

"الإسلام يُبرز ما في المادة من جمال ونُبل كما هو الحال بالنسبة للجسم في موقف الصلاة، والممتلكات في الزكاة"..


عاب الكتاب في رأيي كثرة الإسهاب في مواضيع عقلي أقفل بابهُ عنها، لدرجة عدم الاستيعاب..

 لا أشك بأنها مهمة بالنسبة لموضوع الكتاب لكنها كانت غير مهمة أحياناً وبديهية أحيانا أخر بالنسبة لي.. 

الكتاب يحتاج إعادة قراءة مراتٍ ومرات.. فقراءة واحدة له لا تكفيه.. 

ومع أن الكتاب مهم وجوده في كل مكتبه إلا أنه ليس للجميع.. فليس الكل سيصبر على مطالعته.. 


.

.

.


 اقتباسات مبعثرة 


"الإسلام هو الاسم الذي يطلق على الوحدة بين الروح والمادة، وهو الصيغة السامية للإنسان نفسه"..


"لا يوجد دين بدون عناصر علمية فيه، ولا يوجد علم بدون عناصر من أمل فيه"..


"إن أي تلاعب بالناس حتى ولو كان في مصلحتهم هو أمر غير إنساني، أن تفكر بالنيابة عنهم وأن تحررهم من مسئولياتهم والتزاماتهم هو أيضاً غير إنساني"..


"الثقافة هي تأثير الدين على الإنسان على نفسه، بينما الحضارة هي تأثير الذكاء على الطبيعة أو على العالم الخارجي"..


"إن المجتمع الذي تسيطر عليه مشاعر التضامن والتضحية والمصير المشترك يعتبر في (حالة دينية). هذا هو مناخ (الحرارة العاطفية العالية) الذي يظهر في حالات الطوارئ وفي الاحتفالات الدينية عندما يجمع الناس شعور الأخوة والصداقة"..


"الواجب والمصلحة.. قوتان محركتان للنشاط الإنساني، ولا يمكن الخلط بينهما، فالواجب دائما يتجاوز المصلحة، ولا علاقة للمصلحة بالأخلاق. فالأخلاق لا هي وظيفية ولا عقلانية"..


"النفاق هو زيف أخلاقي يبرهن على قيمة الأخلاق الصحيحة، النفاق برهان على أن كل إنسان يتوقع أو يتطلب سلوكاً أخلاقياً من جميع الناس الآخرين"..


"الصلاة انعكاس للطريقة التي يريد بها الإسلام تنظيم هذا العالم. فالصلاة تعلن أمرين: أولهما أنه يوجد هدفان إنسانيان أساسيان. وثانيهما: أن هذين الهدفين - رغم انفصالهما منطقياً - يمكن توحيدهما في الحياة الإنسانية، حيث أنه لا صلاة بدون طهارة ولا جهود روحية بدون جهود مادية واجتماعية تصاحبها"..



°°°



للاطلاع على التدوينات السابقة الرجاء النقر على اسم المدونة بالأعلى لينقلكم الى الصفحة الرئيسية للمدونة ومن ثم اختيار اسم الكتاب..


قراءة ممتعة

وإلى لقاء آخر بكل ود




تعليقات

  1. كتابة رائعه أعدت قراءتها عدة مرات

    ردحذف
    الردود
    1. شكراً لتواجدك الدائم ودعمك اللطيف لصفحتي....

      حذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة