نكاية في هِراقْليطس ..



 


 نكاية في هِراقْليطس 


المؤلف: أحمد الويزي

سيرة روائية

عدد الصفحات: 237

الناشر: دار أثر


***


ابتعت الكتاب وأنا لا أعرف المؤلف، فكان اختياري له "خبط عشواء" صراحةً، فقد أسرني العنوان.. وتعرفت على الويزي هنا في سيرته.. أُعجبت كثيرا بلغة الكتاب التي من فخامتها ذكرتني بالمنفلوطي رحمه الله، وترابط الكلمات وروعة الوصف.. فقررت البحث عنه علّي أقع على مؤلفاته ويحالفني الحظ فأطلع عليها.. إلا أنني وجدت أنه كان مترجماً أكثر منه مؤلفا.. فقد ترجم لدوستويفيسكي وشميت وامبرتو ايكو وغيرهم. لكنه ما زال قد ألف رواية وكتابين للقصص القصيرة.. 

في سيرته هنا كان صريحاً جداً.. ومن النادر أن نرى صراحة مثلها.. فكانت لطيفة في مواضع ومؤلمة في أخرى ومزعجة جداً أحياناً أخر..

لاحظت أن ما كتب من سيرته توقف في مرحلة الصبا.. هناك عندما بدأت تتحور شخصيته وتتشكل بدخوله عالم القراءة والكتب والخيال.. تحدث كثيراً عن تنقلات عائلته وأزمة الانتماء التي عانى منها بسببها، فلا أصدقاء دائمون ولا مسكن ثابت

هنا زرت المغرب الشقيق التي لم أطأ أرضها قط.. وسعدت ببعض المحادثات اللطيفة في الكتاب باللهجة المغربية و"ترجمتها" كانت في الهامش بلغة لطيفة مؤدبة كما قال المؤلف..


"غريب أمر الذاكرة، بحق. إذ في الوقت الذي لا يتبقى لنا فيه من آثار الماضي أي شيء تقريباً، بعد أن تتعرض أغلبُ الكائنات والأشياء لعوامل التلاشي والفناء، لا يستمر حيّا وحيويا معنا، سوى ما كان له منسوبٌ قوي من فائض الفرح والترح، السلوى أو البلوى، المسرة أو المضرة".


"ظللت أتصورنا أشبه بأولئك الوافدين الستة، الذين دخلوا المدينة دخول ارتياع، وعلى الظهر القليل من الزاد والمتاع، وفي زوادة القلب الكثير من الضراعة والرجاء، علهم يجدون زاوية تأويهم، وركنا آمنا يثويهم، وسقفا صُلبا يحميهم، وقطب سند يقويهم، حتى يطيب لهم العيش، ويحلو ."


لا أظن الويزي كتب الكتاب إلا قاصداً الإجابة على بعض الأسئلة التي راودته عن ماضيه لكنه خرج من هذا الكتاب بالمزيد والمزيد من الأسئلة.. أسئلة أدخلته في متاهة ذكرياته والمزيد خرج منها معه في النهاية.. 




°°°



للاطلاع على التدوينات السابقة الرجاء النقر على اسم المدونة بالأعلى لينقلكم الى الصفحة الرئيسية للمدونة ومن ثم اختيار اسم الكتاب..


قراءة ممتعة

وإلى لقاء آخر بكل ود



تعليقات

  1. يالجمال هذه الكلمات التي راقت لي )غريب أمر الذاكره...الخ( أبدعتِ كعادتك سلمت اناملك ياصديقتي

    ردحذف
    الردود
    1. شكراً لتواجدك الدائم ودعمك اللطيف لصفحتي....

      حذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة