فم يملؤه التراب
فم يملؤه التراب
رواية قصيرة
***
منذ أن طالعتُ كتاب نكاية في هراقليطس لأحمد الويزي، وأنا أرغب في قراءة المزيد من أعماله لانبهاري بفخامة لغته. هنا، كان هو المترجم، فجاءت توصية الصديقة إيمان في محلها، واستمتعتُ جدًا بتجربة القراءة.
الكتاب يتكون من روايتين قصيرتين: الأولى فم يملؤه التراب، والثانية موت السيد كولوجا. الرواية الأولى كانت مكتوبة بطريقة غريبة أربكتني حتى وصلت إلى الصفحة ١٩. وحين فهمتها، عدت لقراءتها من البداية مجددًا. أما الرواية الثانية، فقد تخيّلتها امتدادًا للأولى بطريقة ما، لكن مع التقدم في القراءة تبيّن لي أنهما منفصلتان رغم تشابههما في بعض الزوايا.
في الرواية الأولى، التي يعكس عنوانها جوهرها بصدق، شعرت ببعض الملل بسبب بطئها وغياب الحبكة الواضحة، فهي تدور حول الفرار المستمر للبطل، لكنني لمست فيها معاني رمزية عميقة وحضورًا مكانيًا قويًا. أما الرواية الثانية، فكانت أسرع إيقاعًا وأكثر متعة، لكن تعاطفي كان أقوى مع بطل الرواية الأولى.
كانت تجربة قراءة مختلفة ومميزة من حيث تطور الشخصيات، حتى وإن ظللتُ أقارنها بشخصيات زفايج التي اعتدت عمقها النفسي الأشد. استمتعتُ بالكتاب رغم أنني لم أجد فيه اقتباسات لافتة للنقل أو الحفظ، وهنا أدركت أن بعض الكتب تترك أثرها من خلال التجربة الكاملة لا من خلال الجُمل المقتبسة، فتصبح كتبًا تُعاش ولا تُنقل.
أنصح به لمن يبحث عن جمال لغوي رفيع، ويحب الوصف الغزير والتطورات النفسية الداخلية، ولا ينزعج من الإيقاع البطيء أحيانًا.
..
تحوي بعض الإيحاءات فليست للجميع.
حبيت من اسلوبك حسيته مشوقه 😍
ردحذف