تهذيب الذات كما ورد في بعض الآيات ..






 تهذيب الذات كما ورد في بعض الآيات 
‏التربية الربانية لحياة نقية وآخرة منجية

‏تأليف: محمد العلي
عدد الصفحات: ٢٧٤

•••

‏هذا الكتاب كما قال عنه المؤلف:
"‏بعيد كل البعد عن التسلية وملء الفراغ؛ لانه يتعدى ذلك؛ ليغوص في شخصية الإنسان في كل حالاتها واتجاهاتها انطلاقا من القرآن الكريم الذي أورد عدة آيات تهتم بهذا الشأن"..

‏الكتاب يحوي خمسة أبواب، وكل منها تحوي عدة مواضيع، وفي نهاية الموضوع نجد وقفة مع الذات التي تحوي بعض النصائح والعبر والارشادات المرتبطة به..






•• الباب الأول ••
بذرة الطفولة وتنميتها بالخلق الحسن

‏تكلم فيه عن التنشئه الصالحة والتربية الحسنة التي تجعل من الإنسان مساعدًا لأبيه على الطاعات..

"‏إن المال والأبناء سيف ذو حدين اما أن تقطع به نوائب الدهر وسطوة النفس أو أن يقطعك عن مرضاة ربك، فالخياران أمامك، فاستفت قلبك، واقبل على ما ينفعك"..

‏تكلم أيضا عن وأد البنات في الجاهلية وكيف انه مشابه للمقارنة بين البنات والأولاد في وقتنا الحاضر..

"‏للأسف الشديد يغفل الكثير من الآباء عن نقطة في غاية الخطورة، وهي التكوين النفسي لتلك الطفلة عندما تنشأ في عائلة تفرق بين الذكر والأنثي، وتجعل أخاها الذكر مفضلا عليها، فسوف تعيش بحالة نفسية مزرية ومع الأيام ستشعر بالنقص داخلها، وستعدم شخصيتها مع مرور الوقت؛ لأنها تعيش حالة موت بطيء"..

‏كما ذكر الآيات التي تحوي وصايا لقمان لابنه وقام بشرحها بشكل سهل وميسر..

"‏فالصفات الحميدة بكل أشكالها هي تغذية للنفس وترويض لها، وعندما يتبع الإنسان منهجًا واضحًا في تغذية أبنائه بها فإنه سيكون سببا في تشكيل نواة مجتمعية تقوم على الأسس الحميدة والمعاني العظيمة"..







•• الباب الثاني ••
الشباب بين سطوة النفس وقوة التحمل

‏في مواضيع هذا الباب أخبرنا عن مرحلة المراهقة.. واستنبط الحكم والفوائد والنصائح للشباب من قصتي سيدنا يوسف عليه السلام و أهل الكهف كمثال للشباب العاقل الواعي.. فهذا الباب وجهه للشباب وليس للمربين كالباب السابق ولكن هذا لا يعني عدم استفادتي منه كمربية..

"‏قد خلّد الله سبحانه وتعالى قصة سيدنا يوسف للعبرة والمثال الحي على صلاح السريرة والصبر وحصد جنى اليدين، فإذا عصرتك الحياة، وقست عليك تذكر يوسف عليه السلام واجعله مثلا أعلى تحتذي به، وتسير على خطاه؛ لأن العمر درب أوله شائك ونهايته يُعَبده مسيرك"..

"‏هذه القصة العجيبة التي أذهلت كل من مر عليها فيها من الدروس والعبر ما لا حصر لها، وهي ليست قصة عابرة لمجرد ذكر مجموعة من الشباب تركوا ديارهم لأجل دينهم؛ بل الأمر أبعد من ذلك بكثير، فطبيعة المؤمن أن يتعلم من الدروس والمواقف، وإذا لم تتعلم من هذه القصة عليك مراجعة نفسك"..

"‏الدرس الأمثل والأجمل في قصة أهل الكهف والذي يجب علينا أن نتعلمه ونتأمله ونأخذ منه هو أن الحق قد يتأخر؛ لكنه لا يموت، فأهل الكهف استمروا على حالهم قرابة ثلاثمئة سنة حتى جاءهم الحق وانصفهم ربهم من خلال المجيء بقوم آخرين يعبدون الله"..





•• الباب الثالث ••
المرأة فيما لها وماعليها

‏تكلم في بدايته عن حال المرأة في الحضارات القديمة وما قيل فيها، فمن المعلوم أنهم كانوا ينظرون إليها بنظرة دونية.. فقد قال عنها سقراط:
"‏إن وجود المرأة هو اكبر منشاء ومصدر للأزمة والانهيار في العالم، إن المرأة تشبه شجرة مسمومة، حيث يكون ظاهرها جميلا، ولكن عندما تأكل منها العصافير تموت حالا"..
فجاء الإسلام وأنصفها..

‏وبعده تبدا النصائح و التذكيرات للمرأة بفضل الحياء والعفة والصبر والتحصين وحسن الاختيار في شتى دروب الحياة..

"‏قفي مع ذاتك أختي المؤمنة وامنحي نفسك بعض الوقت، وفكري فيما أنت عليه ان كنت راضيه عن ذاتك أم لا، وأدركي أن الناس لا يوصلون الإنسان للجنة او للنار بل عملك في الدنيا هو من يكفل لك طبيعة اخرتك، ولا تقولي أن القطار قد فاتك، فما زلت تتنفسين عبق الحياة، وما زالت قادرة على التغيير، فكيف لك أن تسعي لتغيير الآخرين وتنسين نفسك؟!، فابدئي منذ اليوم حياة جديدة عنوانها الحياء؛ لتكوني كالدرة المصونة حافظة لنفسك ودينك وعفتك"..





•• الباب الرابع ••
الشيخوخة
الإنسان بين مطرقة العجز وحكمة العقل

‏هذا ‏الباب عبارة عن نصائح وإرشادات في كيفية التعامل مع كبار السن والعناية بهم والأخذ بايديهم.. فهم في هذا العمر بحاجة لنا كما كنا بحاجة لهم اطفالاً..

"‏كن ناصحاً لنفسك ومن حولك، ومهذبًا مع الناس خاصة والديك، واهجر التذمر واعلم أن الدين النصيحة فابدأها بنفسك وبمن حولك ولا تقل إن الوقت قد فاتني"..


‏في نهاية كل باب من هذه الأبواب الأربعة توجد حكاية اصطفاها المؤلف لتناسب موضوع الباب، وفيها من الحكم والعبر التي تقرب الموضوع لنا لنفهمه ونتعظ به..






‏في النهاية وفي آخر باب - الباب الخامس - ذكر عشرون قاعدة لتهذيب الذات..

"‏القلب يمرض كما يمرض البدن، وشفاؤه في التوبة والحمية، ويصدأ كما تصدأ المرآة وجلاؤه بالذكر، ويعرى كما يعرى الجسم، وزينة التقوى، ويجوع ويظمأ كما يجوع البدن، وطعامه وشرابه المعرفة والتوكل والمحبة والإنابة".. ابن القيم

"‏ان مشاهدة الفسق والمعصية على الدوام تزيل عن قلبك كراهية المعصية، ويهون عليك أمرها، ولذلك هان على القلوب معصية الغيبة لألفهم لها، ولو رأوا خاتماً من ذهب أو ملبوساً من حرير على فقيه لاشتد انكارهم عليه، والغيبة أشد من ذلك".. أبو حامد الغزالي

"‏إن لم تحصل على ما أردت يوما، فلا تقل من سوء حظي، بل قل: لعل الله أراد لي الأفضل".. الشعراوي

•••
‏محتوى الكتاب رائع لكن الأسلوب لم يعجبني بتاتًا.. فقد ذكرني بسرد كتب الدراسة فهو يبعث على الملل للقارئ، فكما قال المؤلف في بداية كتابة هذا الكتاب ليس للمتعة وإنما للتذكير.. فالمعلومات المذكورة فيه معروفة مسبقا ولكن الإنسان بطبيعته مجبول على النسيان، فجاء الكتاب لتذكير من أراد أن يتذكر..

 وفي النهاية.. أنا أتسائل هل يوجد كتاب يتحدث فقط عن بلاغة القرآن الكريم وليس تفسيره.. فقط البلاغة؟!..


•••


قراءة ممتعة
وإلى لقاء آخر بكل ود

تعليقات

المشاركات الشائعة