كَـــبِّر دِمَـاغَك ..



 كـــبِّر دمـاغـك 

تأليف: د. خالد بن صالح المنيف
عدد الصفحات: ٢٨٧

•••

نصائح للعيش مرتاح البال.. متفرقة في ٦٢ موضوع..

"‏علماء النفس المعاصر يؤكدون لك أن سحابة الأسى والندم، والتي من شأنها أن تحرمك من راحة البال، غالبًا لن تتبدد في يوم واحد فقط، ‏بل قد تجثمُ على صدرك لمدة تطول إلى ما أبعد بكثير، إلى حياتك كلها".

من ما يعجبني (غير المحتوى)  في كتب المنيف هو نوع الورق والألوان التي استخدمت في الكتاب دائمًا ما تكون مريحة للعين.. غير الصور المعبرة عن المواضيع التي ينتقيها.. 

•••



‏قرأت هذا الكتاب في نفس الوقت الذي قرأتُ فيه كتابه الآخر المرحلة الملكية "لحاجة في نفسي" ‏لاحظت فيه التشابه في النصائح و الأسلوب.. ‏ولا أظن أنه باستطاعة أي كاتب أن يغير من أسلوبه في الكتابة - بين كتبه خصوصًا - ان كانت تتكلم عن نفس المحتوى ولو اختلفت الكلمات.. ‏ومع ذلك، مازال أسلوبه يأسرني..

•• ‏من النقاط التي يشترك فيها هذا الكتاب مع كتاب المرحلة الملكية :

"‏ابدأ بالثناء الطيب، ودع المخطئ يحتفظ بما وجه، واقطع له تذكرة العودة واجعل خطأه ممكن الإصلاح"

"‏لا تطلق ألفاظ التعميم في الحكم على الأشياء أو الأشخاص أو الدول"

"‏لا تتوسع كثيرا في البدائل"

"‏مما علمتني الحياة، أن البعض قد أدمن على الشكاية، فما أن يجد آخر يستمع له حتى يبدأ بإفراغ حمولته النفسية عليه"

"‏السعادة الحقيقية لا تعني أن يكون لديك ممتلكات كثيرة، بل أن يكون لديك احتياجات قليلة"

•••



وأنا أقرأ هذا الكتاب يأتي أحياناً في بالي أشخاص أحسست بأنهم يحتاجون قراءته وبشدة.. كأن بعض مواضيعه تتكلم عنهم - وأنا منهم بالطبع - لا أقول أن فيهم عيباً فكلنا بشر، لم نولد كاملين.. ولكننا نحتاج بأن نطوّر من أنفسنا وعقولنا لنعيش بتفكير راقٍ مرتاحين البال..

قرأت مقولة في سناب أحد الصديقات تقول على لسان صاحبها [ إن دعوت الله أن يرزقك راحة البال، فلا تستغرب هجران الناس لك ].. الشمس التبريزي.

جعلتني أتفكر فيها.. هل العلاقات الإجتماعية ترهقنا لهذه الدرجة، أم هذا مرتبط بنا وبوجهة نظرنا للأمور والأحداث من حولنا وكيف نفكر.. 
هل سيكفينا فقط بأن "نكبر أدمغتنا" أم سنحتاج بأن نكون وحيدين لنعيش براحة بال ..

•••

"‏إن نزلت بساحتك مصيبة فاسترجع تلك المواقف العصيبة، واللحظات الصعبة، والتي استطعت أن تقاومها بكل صلابة وشجاعة"

"‏إن وجود نماذج وقيم عليا في حياتنا، واقتفاء أثرهم، وسلوك سبيلهم وانتهاج نهجهم لا شك أنه يسهل لنا الحياة، ويجعلنا نختصر المسافات"

"‏مع مرور الأيام، وسرعة دورانها، وتكاثر الأشغال و تزايد الضغوط، وانشغال الذهن بتدبير امور اليوم، تعلق بنا بعض الأمور، سلوكيات ربما، أو أشخاصًا أو عادات عقلية، ونبقى في حال ملازمة لها دون وعي منا. وجملة مما علق بنا هي أمور لا تقدم لنا نفعا، لا تصنع لنا عزا، ولا ترفع لنا قدرا".

•••




سؤال:
‏هل فكرتم يوما بعد انتهاءكم من قراءة رواية او مشاهدة فيلم أو مسلسل او حتى مقطع فيديو على اليوتيوب بان تستخرجوا الفوائد من بين التفاهات؟!
‏هذا ما فعله المنيف فلقد لاحظت انه في كتابه هذا كتب عن عدة أفلام شاهدتها وقام باستخلاص الفوائد منها..

"‏الإنسان قادر دائما على أن يكتسب مهارات جديدة في أي مرحلة من العمر وعلى أي حال كان عليه من اعتلال الصحة أو سجن يستعين بها على مقاومة السأم واليأس"

"‏من القوانين المهمة انه ما بقي للبشر اكثر بكثير مما فقدوا وما يمتلكونه الان اكثر بكثير مما خسروا أيا كانت الخسارة"

"‏لا تتوقع أن كل البشر خيرين؛ فمنهم من رضع الحقد والعدوانية، فيهم نزعة الضواري إلى التخديش و التمزيق، كما وصفهم إيليا أبو ماضي: ولا تستقيم حياته إلا بالظلم"

•••

‏على الرغم من التشابه القريب بين ‏هذا الكتاب و كتاب المرحلة الملكية ‏الا انهما مختلفان، فهذان الكتابان مكملان لبعضهما البعض..

‏كتاب المرحلة الملكية أكثره تدريبات، فهو يبعث على الحماسة والنشاط عنده قرأته. أما كتاب كبر دماغك فيبعث على الهدوء والسكينة والاسترخاء..






"‏مشكلة البشر أنهم يتعاملون مع المواقف والبشر كوحدة واحدة، فالزوج ليس سفرا! والزوجة ليست طبخاً فقط! و الأبناء ليسوا تفوقا دراسيًّا. 
‏فمن العدل أن ناخذ الامور بمجملها، وأن نستوعب أن البشر والحياة عموما طابعها النقص! ‏كثيرا ما يقضي الإنسان جزءًا كبيرا من حياته، إن لم يكن معظمها باحثا عن السعادة والرضا، ‏وفي معظم الأحيان ينتهي به الأمر إلى عدم ادراكهما! ‏الورود تحيط بنا من كل جانب والأطيار تغني عن يمين وعن يسار، ‏ولكن التركيز فقط على تلك الوردة المفقودة، وعن ذاك الطير البعيد!"..

لا ترهقوا أنفسكم بالبحث عن السعادة، افتحوا أعينكم جيداً وستجدونها أمامكم..


•••

قراءه ممتعة
وإلى لقاء آخر بكل ود 


تعليقات

المشاركات الشائعة