موت عذب جداً

 



 موت عذب جداً 


المؤلف: سيمون دو بوفوار
المترجم: كامل العامري
عدد الصفحات: 96
الناشر: دار المدى


سيرة


---


"أن تتنبأ، لا يعني أنك تعرف: كانت الصدمة قاسية، وكأننا لم نتوقع ذلك"

سيرة قصيرة تحكي معاناة والدة دو بوفوار مع السرطان ومن ثم وفاتها ومعاناتها الشخصية مع والدتها..

تحكي الألم والأمل الضعيف بالرغبة في الحياة وفكرة القتل الرحيم التي راودت سيمون في فترة مرافقتها مع والدتها..

كتاب أثار عدة تساؤلات..

 كيف يكون الموت عذباً و "جداً" عندما نرى من نحب في أمرّ العذاب من مرض لا يعلم بوجوده.. هذه العذوبة لمن هي بالضبط للمريض المتوفى أم لأهله الذين رأوا بأم أعينهم كم هو وحيد حقاً مع هذا الألم.. 

"كم كانت وحيده! كنت ألمسها، أتحدث إليها، لكني لم أستطع الدخول في معاناتها.".. 

سيمون التي بدأت تراجع ذكرياتها وذكريات والدتها وذلك الحب والحنان الذي لم تكن تعلم أنه موجود.. 

"فعندما يختفي شخص عزيز، ندفع ثمن ألف ندم مؤلم لخطأ البقاء على قيد الحياة. ويكشف لنا موته عن خصوصيته الفريدة"

الوعي المتأخر بشخصية والدتها والأسباب التي جعلتها تتصرف هكذا وتحيا هكذا.. 

"تعرفت عليها في ذلك السرير طريحة الفراش، لكنني لم أكن أعرف الشفقة أو نوع الحيرة التي أثارتها في داخلي"

"كانت أمي قوية"

"كنت أنظر إليها بإعجاب"

"كانت تدهشني حيويتها وأحترم بسالتها"

هل تعافت سيمون من صدمة وفاة أمها بعد كتابتها هذا الكتاب؟؟

هل وجدت إجابات لتساؤلاتها الكثيرة فيه؟؟

مؤلم أن تتذكر عذاب من تحب والأشد إيلاماً أن لا تتذكر، لأنك ببساطة لم تكن موجوداً.. فكل ما تتذكره هو لا شيء، فتبقى تتساءل هل كان ذلك الشخص موجوداً حقاً فكل شيء بات كالحلم..


هل يختلف حزن الفقد باختلاف العُمر؟!


.

.

.




اقتباسات مبعثرة


"كانت أمي موجودة دائماً وأنا لم أفكر قط أنني سوف أراها تختفي في يوم قريب"


"إن التفكير في مواجهة الذات غالباً ما يكون مثمراً. لكن والدتي لها قصة أخرى: عاشت في الضد من نفسها"


"إنه لشيء مذهل! لقد سحرتها هذه الكلمة: وكثيراً ما كانت تنطقها بتأنيب ضمير، كصيغة سحرية تضمن شفاءها"


"كنت أمسكها وأنظر إلى وجهها حيث أرى فيه شجاعة تمتزج بالأمل والقلق"


"كانت أمي تظن بأننا جنبها، لكننا كنا بالفعل على الجانب الآخر من قصتها"


"نامت أمي، ولكن في الصباح كان في عينيها كل حزن المخلوقات العاجزة"


"لقد شعرت بالأسى وأنا أرى دموعها، لكن سرعات ما أدركت أنها كانت تبكي على فشلها بعدم اهتمامها بما كان يعتمل في داخلي"


"لقد اختزل العالم إلى حجم غرفتها .... حياتي الحقيقية كانت تتجلى إلى جنبها لهدف واحد فقط: هو حمايتها"


"معروفة هي قوة الأشياء: الحياة متجمدة فيها، وأكثر حضوراً من أية لحظة من لحظاتها"


تعليقات

المشاركات الشائعة