10 دقائق و 38 ثانية في هذا العالم الغريب
10 دقائق و 38 ثانية في هذا العالم الغريب
رواية
---
"لعل الموت يثير الرعب في نفس كل فرد، ولكنه يثير رعباً أكبر في نفس من يعلم في قرارة نفسه أنه عاش حياة ملؤها الالتزامات والتظاهر والتصنع، حياة تصنعها حاجات غيره من الناس ومتطلباتهم"
رواية عُرفت نهايتها من بدايتها.. لكن مالذي أوصل "ليلى التيكيلا" لهذه النهاية.. حكاية فتاة لم تجد الملجأ ولا الأمان إلا بين أصدقاءها الخمسة عندما هجرت أهلها وقريتها وذهبت إلى اسطنبول لا لهدفٍ معين سوى الهروب..
"لطالما افترض الناس أن جسد الميت لم يعد أكثر حياة من شجرة مقتلعة أو قرمة جوفاء مجردة من الوعي. لكن لو تسنى لليلى نصف فرصة، لأقسمت على النقيض من ذلك: بأن الجثة مفعمة بالحياة"
عندما يموت الجسد ويبقى العقل متيقظاً ويتذكر أحداث حياته المفصلية لـ 10 دقائق و 38 ثانية قبل أن يتوقف عن العمل كلياً..
"ومع أن قلبها توقف، فقد ظل دماغها يقاوم، وكأنه يقاتل حتى النهاية. فدخل الأخير في حالة من الوعي الحاد، وكان يراقب موت الجسد"
تتذكر ليلى هنا في هذه اللحظات كل شيء بدءاً من ميلادها وحتى لحظة وفاتها..
"لقد افترضت دوماً أن أسرتها سوية، مثل أي أسرة في العالم، لكنها لم تعد الآن متأكدة من ذلك"
وشعورها بعد ذلك بأن حياتها ليست سوى موت بطيء جعلها تفقد الأمل فيها..
بعض الكتب غالباً ما كانت تشعرني بالقلق والتوتر و أحياناً السكون عكس هذا الكتاب.. طوال قراءتي للرواية وأنا أشعر بالغضب، لم أشعر من قبل بشيء كهذا..
الرواية لم تكن قصة ليلى وإنما قصة أفكار أُريدَ لها الخروج للعالم على ظهر محنة ليلى..
يوجد خلل في الفترة الزمنية المذكورة في الرواية ففي البداية ذكر أنه ثلاث سنوات فقط بين وصول ليلى إلى اسطنبول ومقتلها وفي النهاية ذكر أنه عقدين من الزمان..
توجد أفكار علمانية وشاذة وإلحادية وتساؤلات تمس العقيدة.. لهذا فالرواية ليست للجميع..
.
.
.
اقتباسات مبعثرة
"ليس لموتنا الفردي أي تأثير في نظام الأشياء، وستواصل الحياة مسيرتها كالسابق، بوجودنا أو من دوننا"
"كان يدرك أحياناً أن شيئاً ما في أعماقه قد انكسر، فتساوره رغبة شديدة في إصلاح ذلك الكسر"
"خُيل إليها أن كل جنين فقدته قد أدى إلى انقطاع جزء جديد من جسر الحبال الذي يربطها بالعالم عموماً، ليسقط بعيداً، إلى أن لم يعد باقياً سوى خيط واه يربطها بهذا العالم، ويحافظ على سلامة عقلها"
"بدا المكان موحشاً، لكنها كانت قد اعتادت الوحدة"
"كانت تدرك من خلال تجربتها المديدة أن خوض الحياة من دون التعرض إلى أي أذى إنما يعتمد على عنصرين جوهريين إلى حد بعيد: معرفة الوقت المناسب للوصول، ومعرفة الوقت الملائم للمغادرة."
"شيء ما في نبرة صوته جعلها تجفل. غضب مكبوت أدركت أنه يسكن روحه. غضب جامح وثقيل ثقل حجر الرحى."
"تروج الشائعات سريعاً في القرى. وكل جلية من المهاجرين، بغض النظر عن حجمها، تمثل قرية في صميمها"
"إن المرء إذا هوى، تغير شكل العالم في نظره، في نظر من هو في مركز العالم؛ هذا الأخير الذي سيدور منذ الآن فصاعداً أسرع من أي وقت مضى"
"كان الناس يتصرفون وكأنهم فوق مستوى محيطهم، واثقين بأن المدينة ستكون في انتظارهم في اليوم التالي وكل الأيام المقبلة"
ليست للجميع 🔞
تعليقات
إرسال تعليق