وهم الإنجاز ..

 

 وهم الإنجاز 

كيف يتحرك العامة 

وماذا يحفزهم

تأليف: أحمد حسن مشرف

عدد الصفحات: 231

الناشر: توثيق

تطوير ذات

• • •

هذا الكتاب ولسبب ما كان عصيا علي قراءته.. في البداية تعرفت عليه ككتاب صوتي وبسببه اكتشفت اني شخصية بصرية لا سمعية فلم أستوعب منه كلمة قط.. ثم تركته علّي أقتنيه يوماً ما.. وما أن حدث ذلك حتى ركنته بجانب اخوته في رف الكتب واطلعت على غيره .. وبعد ما يقارب العام من اقتناءه، فتحته بداية هذا العام ولكني توقفت بعد فصل من قراءته وابحرت في كتب أخرى (كعادتي التي أحاول جاهدة تغييرها).. ثم عدت إليه على مضض.. لأفهم لاحقاً سبب هذا التوقف المتكرر والطويل.. وهو أني وبلا وعي مني أتوقف، لأنه كتاب يحتاج إلى التركيز لا القراءة السريعة.. 

وهم الإنجاز كتابٌ احسسته مزيجاً بين التنمية البشرية وعلم الاجتماع.. اسهب فيه واسترسل كثيراً في موضوعٍ لأظنه كان يؤرقه كثيراً وإلا ما كتب عنه في ٢٢٣ صفحة.. ولقد اتضحت صحة توقعاتي عندما وصلت لخاتمة الكتاب فقرأت: "كان السبب خلف قرار كتابتي لهذا الكتاب، مع التركيز على صرف العديد من الساعات على بحث عميق من ناحية نفسية وتاريخية عن مفهوم العمل العميق والمكانة الاجتماعية، هو أنني أعاني في الواقع من هذا الأمر".. 

فاسقط أفكاره وكل ما اتضح له من ابحاثه على المجتمع.. فلا يكاد يذكر معلومة إلا ويشرحها بأسلوب بسيط  سلس مذللةً بالأمثلة.. في فصول أربعة أو أجزاء كما هو مذكور في الكتاب..

الجزء الأول: المكانة

أطول فصل من الفصول الأربعة.. فكان كما أنه ملخص لكتاب آلان دوبوتون (قلق السعي إلى المكانة) ويتضح فيه الأثر الذي تركه هذا الكتاب على مشرف..

تطرق فيه الى السعادة الفورية والتي هي المحرك بما نسبته 90% من تصرفاتنا اليومية بشكل غير واعي.

"صورنا المبتسمة لا تعكس الواقع... صحيح!... لكنها مورد مهم للدوبامين، والغذاء الأسهل للأنا. خصوصاً إن كان نشرها هستيرياً وكل يوم"..

"الإنسان يتغير مباشرة بسبب تأثره بالأفكار الظاهرة من الآخرين، والتي جاءت كعدوى منهم إليه كسلوك فوري (لا واعي)، يفتقد من خلاله القدرة على إدارة نفسه وإرشادها، ليتحول من فرد متفرد إلى جزء من العامة، يفعل مايفعلونه دون التساؤل عن قيمة هذه الأفعال."..

"تمثل كثرة التصوير والظهور على قنوات التواصل الاجتماعي والابتعاد عن الأعمال التي تقدم قيمة حقيقية للآخرين إرضاء حقيقي وأمر أسهل بكثير من العمل الحقيقي"..

الجزء الثاني: الأجر

تحدث هنا عن ان حرص الغالبية على الحصول على الأجر السهل السريع هو (وهم إنجاز) كإرسال الرسائل الوعظية في وسائل التواصل فيقول أنه "من أشد المعارضين لمن يرسل عدة رسائل غير معروفة المصدر حتى وإن غلب عليها الإيجابية، فمشكلتي في سلوك الإرسال وليس المحتوى. والسبب ببساطة أنني على قناعة تامة أن مثل هذه الرسائل تعطي صاحبها إيحاء بالانجاز، وتستهتر بأهمية المصادر وجودتها.".. 

الجزء الثالث: الأثر

في هذا الجزء تكلم مشرف عن مفهوم آخر عن النجاح.. وهو ترك الأثر.. 

"يرتبط الحرص على الحصول على الأجر بترك الأثر، إن وظف في الطريق الصحيح. ولا يتحقق من خلال وهم الإنجاز. ويتحقق النجاح من خلال الحصول على مدخول أعلى أو علم أفضل أو مشاركة فعّالة في المجتمع"..

"الخروج بعمل أو فن أو قصة تلامس الآخرين في حياتهم، وقد تُغير شيئاً ما فيهم، لا يمكن له وأن يحصل دون بذل الجهد والتركيز والاستشعار والاستحضار لها."..

الجزء الرابع: التنفيذ

أما هنا فتحدث عن الاصرار في تنفيذ المهام والانتاجية في العمل العميق..

"عندما يكتفي أحدنا بتحديد مهمة واحدة على الأقل من أجل انجاز "عمل عميق"، والإصرار على تخصيص الوقت لها كل يوم ودون توقف، مع وضع حرف "اكس" على كل يوم يتم الانجاز فيه، فإننا فعليا قد نصدم إيجابيا من أدائنا وانتاجيتنا بعد أيام قليلة بعدها.".. 

  أحمد مشرف، كتابك فعلاً ترك أثراً فيني.

•• اقتباسات مبعثرة ••

"الكسل أو البحث عن الطرق المختصرة هي العدو الوحيد للعمل العميق أو العمل الحقيقي أو العمل الإبداعي!"..

"الابداع يُصنع من خلال تفكير وربط عميقين لأفكار ومحتوى موجود سابقاً، ليخرج المبدع منه بتركيبة أو عمل جديد أو أفكار خلاقة تساعده في حياته."..

"الوعي بأننا نوهم أنفسنا بإنجاز شيء ما هو الخطوة رقم "صفر"، والخطوة رقم "واحد" هي التخلص من هذا الأمر"..

"التقليل من الاهداف والتركيز عليها مع التقليل من الملهيات، قد تفاجئنا بعد سنوات بحجم انجاز استثنائي"..

• • •

للاطلاع على التدوينات السابقة الرجاء النقر على اسم المدونة بالأعلى لينقلكم الى الصفحة الرئيسية للمدونة ومن ثم اختيار اسم الكتاب..

قراءة ممتعة

وإلى لقاء آخر بكل ود