هامنت

 


 هامنت 

المؤلف: ماغي أوفارل
المترجم: زوينه آل تويّه
عدد الصفحات: ٣٨٣
الناشر: دار أثر

رواية

**

"ما أسهل أن يغفل المرء عن ألم شخص واحد وعذابه، إذا بقي ذلك الشخص هادئًا، إذا احتفظ بكل شيء داخله"

في هامنت، نُحاصَر بين الذاكرة والحاضر، بين الحزن الذي يثقل القلب والفرصة البسيطة للعيش بعد الفقد. آغنس، الأم، هي محور الرواية بلا منازع، تتصارع مع فقد ابنها وتتفكك في رحلة تساؤلات تعيد النظر في ذاتها وقوتها التي طالما اعتمد عليها الجميع بعلاجهم، ثم تكتشف حدود تلك القوة. وفي المقابل، يعيش الأب تجربة الغياب الطويل الذي افقده الإحساس بمشاعر أسرته أو فهمها، وترك أثرا عميقا على الابنتين سوزانا وجودث. 

أسلوب السرد اعتمد على الانتقال بين الماضي والحاضر والذكريات بشكل متقطع عكس الطبيعة المتشابكة للحزن والذكريات. المشهد ليس خطّياً بل كقلبٍ يَرجع كل لحظة إلى ما فقده. 

اللغة والترجمة مذهلتان، متقنتان، تظهران قدرة نادرة على حمل النص بين لغتين. الشخصيات تقف بين الواقع والخيال، بين الغرابة والمنطق. أم ثكلى تحاول النجاة، أب غائب يهرب إلى عمله، وبنتان تعيدان أمّهما للواقع والحياة اليومية.

الرواية ساحرة رغم بعض التناقضات. نجحت في تصوير صراع الإنسان مع الموت، وكيف يمكن للأمل أن يولد من رحم الألم. لغة الرواية وسردها، في بساطتها وعمقها، جعلا من تجربة القراءة رحلة لا تنسى عميقاً إلى الداخل، نحو تلك المساحة التي تتكون فيها الحياة بعد الفقد، ببطء وصمت.

"لا يمكنك أن تغيِّر ما وُهِبت إيَّاه، لا يمكنك تحريف ما قُدِّر لك أو تبديله."

ليست للجميع 🔞

من قراءات نادي متكأ وقبل ذلك توصية من الصديقة إيمان. 

..

 اقتباسات مبعثرة 

"لكل حياة نواتها، محورها، مركزها الذي منه يتدفق كل شيء، وإليه يعود كل شي."

"تأمل أن يكون هناك ما هو حيٌّ من هذه الذاكرة بما يكفي ليمكّنها من التعرُّف إليها إذا ما صادفتها. وإذا صادفتها، لن تتردَّد. ستمسك بها بكلتا يديها كوسيلة للهرب، كوسيلة للبقاء. لن تصغي إلى احتجاج الآخرين، واعتراضهم، ومنطقهم. ستكون هذه فرصتها، طريقها عبر الثقب الضيّق في قلب الحصاة، ولن يقف شيء في طريقها."

"ثمَّة قوة كبيرة في الصمت."

"ما يُوهَبُ يؤخذ في أي وقت. القسوة والهلاك يتربَّصان بكِ في الزوايا، داخل الخزائن، خلف الأبواب: يمكنهما الانقضاض عليكِ في أي لحظة مثل لص أو قاطع طريق. الحيلة هي ألَّا تتخلَّي عن حذركِ أبدًا. ألَّا تحسبي أنك في أمان أبدًا. ألَّا تعتقدي أبدًا أنه أمرٌ مفروغٌ منه أنَّ قلوب أطفالك تنبض، أنهم يرتشفون الحليب، أنهم يتنفَّسون، أنهم يمشون ويتكلَّمون ويبتسمون ويجادلون ويلعبون. لا تنسَي لحظةً أنهم قد يرحلون، قد يُخْتَطفون منكِ في طرفة عين، ويُحْمَلون بعيدًا عنك مثل زَغَب شوك."

"الموت عنيف، الموت صراع. الجسد يتشبَّث بالحياة كما يتشبَّث لبلاب بحائط، ولا يترك المرء بسهولة، لا يُسْلِم قبضته دون صراع."

"الناس لا يعرفون دائمًا ماذا يقولون لامرأة مات طفلها."

تعليقات

المشاركات الشائعة