مزرعة الحيوان

 


 مزرعة الحيوان 

المؤف: جورج أورويل
المترجم: محمود عبدالغني
عدد الصفحات: ١٤٤
الناشر: المركز الثقافي العربي

رواية

**

"مزرعة الحيوان" ليست مجرد رواية عن حيوانات في مزرعة، بل مرآة صادقة لمجتمعات يُغذي فيها الجهل والخضوع أرضاً خصبةً للسيطرة عليها من الطامعين. من خلال شخصيات مثل سنوبول، الذي اُستخدم كواجهة و"كبش فداء" لقضية ضاعت مع الوقت، ونابليون الذي قاد الثورة فحوّلها إلى استبداد. تكشف الرواية كيف تبدأ الحركات الثورية غالباً بأمل في الحرية ثم تنهار لتُصبح أداة قمع، وكيف يتم التلاعب بالتاريخ ليخدم أجنداتهم، وضعف السلطة الدينية التي لم تذكر إلا لماما ولم يكن لها ذات أهمية لدى هذه السلطة المستبدة، وبدلا من تحرر الحيوانات الموعود أصبحت عبيداً.


التحول الفارق يحدث عند أول صدام بين الحيوانات والبشر: تتحوّل المعركة من معركة ضد الظلم إلى بداية تدمير مبدأ المساواة. وبهذا تتحول الثورة من حلم إلى كابوس يفضح هشاشة الشعارات حين تغيب قيم الوعي والصدق. الخطر الحقيقي لا يكمن فقط في الحكم المستبد، بل في الجهل الجماعي والقبول السّهل في مجتمع يفتقر إلى الوعي الكافي ليرى من يدير المشهد.


أسلوب الرواية بسيط، سهل، مباشر، ما يجعلها مناسبة لمن يريد قصة واضحة بعيدة عن التعقيد؛ لكنها أيضاً عميقة بما يكفي لمن يقرأ بين السطور، ويفهم الرموز. لمن لا يدرك الرمزية، قد تبقى مجرد حكاية عن الحيوانات. أما لمن يقارن بين الواقع وبين ما بين السطور، تتحول الرواية إلى إنذار صريح ضد الاستبداد، ورسالة لمن يسعى للحرية بلا وعي كافٍ.

نهايتها، رغم أنها قد تبدو متوقعة، هي النهاية الواقعية وأكثرها صدقاً لهذه التجربة المؤلمة. لا وعود وردية، بل واقع يعيد تساؤل الإنسان عن الحرية، العدالة، والوعي. وبذلك تصبح "مزرعة الحيوان" قراءة لا تُنسى، بمنظورها السياسي والاجتماعي، وبما تحمله من دروس. أنصح بها لكل من يريد أن يفهم كيف تُزرع السيطرة في العقول، وكيف تُخاض الثورات، وكيف قد تنقلب أحلام التحرر إلى عُبودية.






تعليقات

المشاركات الشائعة