بذلة الغوص والفراشة

 



بذلة الغوص والفراشة

الرواية التي كتبت برمش العين اليسرى


المؤلف: جون دومينيك بوبي
المترجم: شوقي برنوصي
عدد الصفحات: 121
الناشر: مسكلياني


هي مذكرات ولست رواية


---


جون دومينيك بوبي كان صحفيًا وكاتبًا فرنسيًا معروفًا ورئيس تحرير مجلة الأزياء الفرنسية ELLE.

وقع صديقنا في متلازمة المُنحبِس بعد إصابته بأزمة قلبية حادة، يكون فيها "مشلولا من الرأس إلى أخمص القدمين، يُسجن المريض داخل نفسه بروح سليمة ورفيف جفن أيسر صالح لجميع أنواع الاتصال". وهذا الجفن هو الذي استخدمه لكتابة، أو لنقل إملاء، هذا الكتاب.. وأصبح جسمه "كما لو أنّ بذلة غوص تقيّده بالكامل" ومن هنا جاء عنوان الكتاب، والفراشة هي تعبير جميل يقصد به روحه المُحلقة التي انحبست في تلك البذلة، وهي بالتأكيد روح مفعمة بالأمل..


"لا أحد رسم لي صورة تامّة لحالتي. ومن خلال الأقاويل الملتقطة من هنا وهناك، نحتّ لنفسي يقينًا بأنّني لن ألبث أن أعود سريعًا للحركة والكلام"

هي شذرات بين ماضيه وحاضره ينقلنا بينها في عدة فصول قصيرة جاءت لتخبرنا الكثير بكلام قليل.. تصف الفصول كيف تأقلم مع حاله وحياته الجديدة معبراً عن مشاعره وتجربته الداخلية، وتأمله لحياته الماضية ولحظاته السعيدة..

"قليلة هي تلك اللحظات التي أشعر عند استحضار مُتعها بفظاعة واقعي الراهن. من حسن الحظّ أنّي لا أملك الوقت لإغراقي في الكآبة"

في تعبيراته جمال غريب.


والشكر كان لأخصائية النطق التي وضعت شفرة التواصل بينه وبين العالم والتي بها ألّف هذا الكتاب، تقوم على قراءة الحروف الأبجدية بترتيب تكرارها في اللغة الفرنسية، كان بوبي يرمش عند الوصول إلى الحرف الصحيح، مما مكنه من إملاء الكتاب حرفًا بحرف. هذا العمل استغرق جهدًا عقليًا كبيرًا ووقتًا طويلًا، ولكنه أعطى بوبي وسيلة للتعبير عن أفكاره وعواطفه.



نُشر الكتاب في فرنسا عام 1997، وللأسف، توفي بوبي بعد نشر الكتاب بعشرة أيام فقط بسبب التهاب رئوي.

"بذلة الغوص والفراشة" هي شهادة مؤثرة على قوة الإرادة البشرية وقدرة الروح على التحليق حتى في أحلك الظروف.

.

.

.

اقتباسات مبعثرة

"یمكن لأفعال اعتياديّة كقضاء الحاجة أن تلهمني أحاسيس متنوّعة"

"أتساءل باستمرار عن مدى تأثير هذه الحوارات ذات الاتّجاه الواحد على محاوريَّ. أمّا أنا، فتوقعني مكالماتهم الرقيقة في حيرة. إذ أريد أن أقابلهم بشيء آخر غير صمتي"

"من وقت لآخر كان يهاتفني، فأتمكّن من الاستماع لصوته الدافئ المُرتعش قليلا عبر السماعة، إذا ألصقَتْها بأذني يد مساعدة. ليس من الهيّن التحدّث إلى ابن نعرف مُسبقًا أنّه لن يجيبنا"

"لا تزال حياتي القديمة موقَدة داخلي، ولكنّها بصدد التحوّل شيئًا فشيئًا إلى رمادٍ للذكرى"

"عشقت السفر. من حسن الحظّ أن استطعت أن أخزّن على مرّ السنين ما يكفي من الصور والنفحات والأحاسيس لأتمكّن من الرحيل"


تعليقات

المشاركات الشائعة