أثقل من رضوى
أثقل من رضوى
مقاطع من سيرة ذاتية
عدد الصفحات: 393
الناشر: دار الشروق
شبه سيرة ذاتية
---
رضوى التي سميت تيمناً بجبل رضوى قرب المدينة المنورة وبه "تضرب العرب المثل في الرسوخ فتقول (أثقل من رضوى)"
لم تتحدث كثيراً عن نفسها وإن كانت قد استخدمت الكتابة للتشافي فهي التي اكتشفت ورماً سرطانياً برأسها.. واتخذت من الثورة محوراً لحديثها فلم تتحدث عن مرضها إلا لماماً.. وإني رأيتها فعلت ذلك إلا لتشتيت نفسها وإشغالها - وإشغالنا معها - عن الحديث "عن الفيل الذي في الغرفة" وهو مرضها..
شاركت مخاوفها معنا أكثر من عائلتها ومن نفسها أيضاً.. "لم أعترف لنفسي..... أنني كنت خائفة" وهي التي استخدمت الأسلوب الساخر في نقلها لحالتها لمقربيها.. "السخرية كانت تعبيراً عن حاجة للدفاع عن النفس. درعاً من نوع ما إزاء خطر قررت أن أفضل أسلوب لمواجهته هو التصغير من شأنه وتجاهل خطورته"..
هي سيرة ليست بسيرة.. إنما مذكرات رضوى عن مرضها وثورة مصر .. وإن احتلت الأخيرة الأكثر من صفحات الكتاب..
حاولت المشاركة بالثورة على طريقتها فـ "كانت المشاركة خافتة وهامشية لأنني لم أتعاف تماماً من مرضي، ولأنني ستينية، قدراتي على الكر والفر محدودة".. هي إنسانة ثورية وأحبت أن تظهر هذا الجانب هنا بالرغم من معاناتها الخاصة.. لم تكن كتابتها عادية.. لم تكن تكتب لنا وإنما لنفسها كي لا تنسى، فكتبت بعجلة محسوسة.. وكأنها تخاف أن تنتهي حياتها قبل أن توثق ذكرياتها وشهداء الثورة التي أرادت لهم الخلود بهذا الكتاب..
..
أحببت اللغة جداً، وما أتعبني هنا هو الإسهاب الكثير في التعبير والوصف الذي "برأيي" أضاع المعنى..
من قراءات نادي متكأ وإن كان قبل ذلك توصية من العزيزة نهى..
.
.
.
اقتباسات مبعثرة
"التعذيب في المعتقلات كان قائماً طوال الوقت، فاجراً في علانيته وإن كان مستوراً بجدران السجون"
"لا أفهم الصُّدف. أتأملها وأفشل في فهمها"
"أكتب ما لا يرضيني، وما يرضيني يفوق قدرتي على الكتابة"
"ستمر عليكِ لحظات تبتئسين فيها، ولكنها ستمر"
"قررت أن أغالب البؤس بتجاهله، وأمضي بالحمول بهدوء واتزان كأنها حمول من ريش"
"المكابرة شيء وواقع الحال أمر آخر. فجأة وبلا سبب منطقي، أبكي"
"كنت أتعافى بشكل ما، أخطو باتجاه الشفاء، أعي ذلك فأغذ الخطو"
"إن الحياة رغم كل شيء، تتجدد وتتجاوز وتستمر، وإن الموت وإن تؤطره الحياة، فهي تسبقه وتليه، وتفرض حدوده، تحيطه من الأعلى والأسفل ومن الجانبين"
❞ الكتابة فعلٌ أنانيٌّ وطارد يفرض درجةً من العُزلة الداخلية، ينفيك عمن حولك أو ينفي من حولك، يضعهم على الرفّ إلى حين، لأنك حتى وإن كنت تجلس معهم، تشاركهم الأكل أو الكلام، فأنت في مكان آخر، منشغلٌ به ومأخوذ. ❝
❞ تتميز اليوميات بأن كاتبتها أو كاتبها لا يسعى لمشاركة الآخرين فيها، فهو يكتبها لنفسه، كأنما يريد أن يتأمّل حاله ومجريات يومه، أو يعود إليها ليدقِّق أمرًا اختلط في الذاكرة، وربما استعان لاحقًا ببعض ما ورد فيها، إن كان كاتبًا ❝
❞ الكتابة محاولة لاستعادة إرادة مَنْفِيَّة ❝
❞ كنت مُتَوَتِّرَة حادة المزاج يراودني شعورٌ بالعجز وفكرة أنه لا دور لي سوى التسليم بالشيخوخة والموت. ❝
❞ هناك احتمال آخر لتتويج مسعانا بغير الهزيمة، ما دمنا قررنا أننا لن نموت قبل أن نحاول أن نحيا. ❝
تعليقات
إرسال تعليق