رف اليوم

 




 رفُّ اليوم 

"ما لم يستطع السيد الحصول عليه"


المؤلف: نجوى العتيبي
عدد الصفحات: 110
الناشر: دار أثر

رواية


---


"يا لجمال سلطة المال! إنه قادر على تشييد مملكة كاملة فعلا حتى الجريمة فيها كاملة!"

في وقت تكون فيه العلاقات في قمة هشاشتها وتتم سلعنتها، فيُشترى الأصدقاء ويطالب بتغيير الوالدين عند الملل..

عندما يكون الشباب مسلوباً، بلا تفكير ولا وعي، بجسد مستعبد وعقل لا يفكر.. ولا يتسائل..

عندما يتم السيطرة على البشر باستخدام التكنولوجيا.. يعيشون كالدمى تماماً، فلا مشاعر ولا أحاسيس..

مجموعة آلات معطوبة.. أو بمعنى أصح.. بشر معطوبين..


..


رواية خيال علمي.. تحوي الكثير من الإسقاطات بحبكة ممتازة.. ووصف رائع وأسلوب جميل.. تعيش فيه الشخصيات في عالم من المستقبل بأسماء ليست إلا رموز تتكون من أرقام وحروف فبطلنا هو 9ك وصديقه 35م.. 

"جميعاً نمتلك أسماء جديدة تميز الأجيال المتأخرة، وتكوين الأرقام مع الحروف يحمل دلالاته بحيث يرتبط بكثير من المعلومات التي تحتاج إلى تصنيف"

تحاول أمه يائسة إخراجه من وضع الآلة وإعادته لحياة البشر الطبيعية.. فهل تنجح في مسعاها..

الفكرة التي بنيت عليها الرواية في قمة الروعة وتلامس الواقع كثيراً..


..


أثناء القراءة خطر في بالي فيلمين أحسستهما مشابهين للأحداث.. فيلم truman show  لجيم كاري وفيلم آخر لا يحضرني اسمه فيه يتم حقن البشر يومياً بمصل يمنعهم من تذوق الألوان والاحساس بأي مشاعر.. 

أيضاً، توجد فكرتان أو حدثان في الرواية أعتبرها غير منطقية.. الأول: الأفلام التي شاهدها البطل وتذكرها.. إذا كان ذاك المجتمع مسلوباً فكرياً.. فكيف سُمح بوجود مثل تلك الأفلام ومشاهدتها؟!! 

والثاني: إذا كان النظام الحديث يتجسس عليهم عن طريق كل شيء تقريباً.. حتى عيونهم.. لماذا لم يتجسسوا عن طريق السمع أيضاً.. أو لماذا لم يتجسسوا على الهواتف والبطل دأب على تسجيل أفكاره وأحداث يومه في هاتفه..

في النهاية أحسست أنه كان من الممكن وجود أحداث إضافية قبل أن تُقتل الرواية بسرعة في النهاية..

سؤالي الأخير: لو كانت رف اليوم مكتوبة من وجهة نظر أنثى.. هل ستكون أفضل؟! 

مشكلة اذا قرأتوا كتاب بتوقعات عالية جداً 🤭


.

.

.



 اقتباسات مبعثرة 


"ما هذا العالم الممل الذي لا يهدأ فيه بالي مع أحد قادر على الكلام!"


"ثمة أشياء لا تقال إلا للعابرين"


"ما أجمل النوم والاستيقاظ بصحة جيدة وعقل متماسك دون هموم مصطنعة وأجساد مريضة وعقول مرتبكة"


"لا أعرف عمن نتحدث عندما نقول ينظرون ويتجسسون ويبحثون! هل النظام الجديد متفرغ لملاحقة البشر مثلاً"


"أنا جندي الآن وفي الوقت نفسه أنا هدف! وفي الوقت ذاته أنا تجربة حية، في الوقت الذي يجري فيه تصنيفي بأنني آلة معطوبة!"


" هناك شيء يجعلني أسكت وأتجاهل، أحاول أن أعطيك فرصة لأنك شخص مميز بحياتي"


"لقد تبعني صديقي دون أن أدري.. وهذا ما كان يهمني، أن هناك شخصاً يهتم بي حقاً دون أن يجبرني على شيء أو يرعبني"


"لقد مضى زمن طويل على آخر مرة بكيت فيها حتى نسيت كيف يكون البكاء"


"وأنا هنا في العتمة شعرتُ لأول مرة بالانتماء والهدوء"


"شيء ما غريب استيقظ بي منذ فترة وأنا الآن أشعر به وبتغيري"


"أردت الاحساس بالعتمة مجدداً وكيف تمتلك قدرة على أن تصلني بنفسي كأنني منتم للعدم"


---

تعليقات

المشاركات الشائعة