اختراع العزلة

 



 اختراع العزلة 

بورتريه لرجل غير مرئي 

متبوعاً بكتاب الذاكرة


المؤلف: بول أوستر

ترجمة: سامر أبو هواش

عدد الصفحات: 248

الناشر: منشورات المتوسط

سيرة


***


"الذاكرة: الحيز الذي يحدث فيه الشيء للمرة الثانية"..


مؤلم أن يشعر الإنسان بأنه غير مرئي.. 

كأنه غير موجود بهذه الحياة..

لا أحد يعرفه ولا حتى المقربين إليه.. 

لا نلحظه إلا عندما نسمع بخبر وفاته.. هنا فقط ننتبه إلى أنه " كان هناك شخص يشغل هذا الحيز" من هو حقاً؟؟

المشكلة تكمن أنه لا أحد يفتقده لا في حياته ولا بعد مماته، لأنه ببساطة غير موجود.. 

هذا ما تحدث عنه أوستر بالضبط في بداية كتابه.. عن والده "اللامرئي".. حاول جاهداً التعرف عليه.. ولكن متى.. بعد وفاته..

"رحت أطالع هذه الصور بشغف شبه هوسي. بدت بالنسبة إلي كنوزا لا تقاوم، وكأنها رموز مقدسة. شعرت أن تلك الصور تستطيع أن تخبرني بأمور، لم أعرفها يوماً، أن تكشف لي حقائق، كانت مخبأة مسبقاً، فرُحت أمعن النظر في كل واحدة منها، متشرباً تفاصيلها، محدقاً في أقل تفاصيلها أهمية، حتى استحالت الصور كلها جزءاً مني. أردت ألا يضيع شيء منها."

هل يا ترى وجد ما يبحث عنه؟!! هل عرف من هو والده حقاً أم أرهقته التخمينات مما يجد من صور وبعض المشاهد من ذاكرته..



أما في جزء الذاكرة فيدخلنا صاحبنا في غياهب ذاكرته هو، بقصاصات من مذكراته - على جرأة بعضها التي قد تكون جرّت عليه الويلات - أو من قصص ذكرها إنما حاول بها إسقاطها على حياته كيفما كانت.. 

أوستر عبقري في إيصال ما يريد للقراء..


.

.

.


 اقتباسات مبعثرة 


"فكرة الثروة باتت مرادفة عنده لفكرة الهروب: من الأذية، ومن العذاب، من أن يكون ضحية. لم يكن يحاول شراء السعادة، إنما ببساطة غياب التعاسة."


"عدم رؤيتي له ميتاً يحرمني من عذاب، كنت لأرحب به ليس أن موته كان أقل حقيقية، ولكن، الآن كلما أردت أن أراه، ولمس جوهره الحقيقي، علي الاستعانة بمخيلتي. لا شيء لتذكره. لا شيء سوى الفراغ."


"حين يموت الأب، يصبح الابن والد نفسه، وابن نفسه. ينظر إلى ابنه، ويرى نفسه في وجه الصبي. يتخيل ما يراه الصبي حين ينظر إليه، ويجد نفسه يصبح والده"..


"الذاكرة، لا تقاس بالماضي الذي في داخلنا، بل هي دليل على حياتنا في الحاضر"..


.

.

.


اختراع العزلة.. كتاب يحرك المشاعر ويقلب الأفكار..



°°°



للاطلاع على التدوينات السابقة الرجاء النقر على اسم المدونة بالأعلى لينقلكم الى الصفحة الرئيسية للمدونة ومن ثم اختيار اسم الكتاب..


قراءة ممتعة

وإلى لقاء آخر بكل ود

تعليقات

  1. جميل جدا ، العزله تجعل الإنسان غير معروف

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة