نهاية النسيان
نهاية النسيان
التنشئة بين وسائط التواصل الاجتماعي
فكر - علم نفس اجتماعي
***
"يُعدّ النسيان دواءً مرحبًا به بالنسبة إلى جيلٍ تَوّاقٍ ببساطة للاستمرار في العيش، على الرغم من كل ما لقيه من استخفافٍ في التنظير الثقافي المعاصر."
كيف أصبح النسيان، الذي كان يومًا جزءًا طبيعيًا من التجربة الإنسانية، أمرًا شبه مستحيل في العصر الرقمي؟ هذا هو السؤال الجوهري الذي يطرحه كتاب نهاية النسيان، حيث تسلّط كيت إيكورن الضوء على أثر التكنولوجيا الرقمية على ذاكرتنا الجماعية والشخصية.
يكشف الكتاب جانبًا جديدًا ومثيرًا حول فائدة النسيان، موضحًا كيف تتحكم المنصات الرقمية بذكرياتنا من خلال تخزين الصور والبيانات، مما يجعل التخلص منها أمرًا بالغ الصعوبة مقارنة بما كان عليه الحال في الماضي.
"إن فعل التخريب الذي كان يستغرق يومًا ما مجرد ثوانٍ، هو الآن مهمة كبيرة وشبه مستحيلة."
بأسلوبها الدقيق، تُبرز إيكورن مخاطر رسملة الذكريات واستغلالها من قِبل المنصات الرقمية، وتثير تساؤلاتٍ أخلاقيةً عميقة حول الخصوصية والهوية الإنسانية. وعلى الرغم من النبرة التحذيرية الواضحة في الكتاب، إلا أنه لا يقدم حلولًا شاملة، ما قد يكون مقصودًا لإثارة التفكير والتأمل وربما الخوف.
"أن نَنسى وأن نُنسى هما أمران يحملان مضمونًا خاصًا وفق الأطفال والمراهقين؛ بل إن عملية النمو تتوقف على نسيان المرء لذاته الصغيرة وعلى عملية نسيانها من قِبل الآخرين."
نهاية النسيان هو عملٌ يحكي عن ذاكرة تُثقلها التقنية، وعن نسيانٍ أصبح رفاهية. إنه دعوة مفتوحة للجميع لإعادة التفكير في خياراتهم في عصر تتحكم فيه المنصات الرقمية بذكرياتنا.
.
.
.
اقتباسات مبعثرة
"وفي غياب الصورة، يمكن للمرء أيضًا افتراض أن أي ذكريات باقية من الحدث أو مرحلة من الحياة، ستُمحى قريبًا من ذهن الفرد، وربما الأهم من ذلك، امّحاء أثرها من أذهان الآخرين"
"التكنولوجيا الجديدة أحدثت تحولا في القوة وفي مسألة الوصول إلى المعرفة."
"الخطابات التي تتمحور حول براءة الأطفال كانت تُستخدم بغرض تعزيز الرقابة على الإنترنت من دون مراعاة لحاجات الأطفال الفعلية."
"بالنسبة إلى الأطفال والشباب، إن عواقب حمل الماضي والمضي به قدما على هذا النطاق غير المسبوق، قد تكون أكبر من عواقبها على البالغين."
"الغرض من الأساطير والخرافات على حد السواء هو شرح الظواهر التي لا يمكن تفسيرها. وإذا كانت ذكريات طفولتنا تندرج ضمن هذه الفئات، فلربما يرجع ذلك إلى أن فترة النشوء نفسها هي عملية صعبة وغامضة، لا يمكن فهمها بالكامل إلا من خلال اللجوء إلى الخرافات"
"لقد وفر التصوير الفوتوغرافي للبالغين وسيلة لدراسة الأطفال من كثب (بمساعدة الكاميرا، يمكن للمرء ملاحظة ظواهر غير مرئية للعين البشرية بسهولة)، وللاحتفال بل والحفاظ حاليا على هذه المرحلة الموقرة من الحياة"
"تمكين الذكريات المقنعة الأفرادَ من السيطرة على فترة من حياتهم حينما يكون حظهم من الفاعلية محدودا، على الرغم من عدم ذكر ذلك على نحو صريح."
تعليقات
إرسال تعليق