السيدة التي حسبت نفسها سوسة

 


 السيدة التي حسبت نفسها سوسة 


المؤلف: شيماء هشام سعد
عدد الصفحات: 300
الناشر: دار المعرفة

رواية


---


"لم تكن أحلامي عصية، ولا كان فيها ما يكدر صفو البلاد ولا ما يخل بنظام العالم، كنت فقط أريد أن يكون لي مأوى" 

رئيفة فتاة ذات أحلام بسيطة انتقلت من الريف للقاهرة لتلتحق بالجامعة.. وعاشت في شقة مخصصة لسكن الطالبات مع بعض شريكات السكن التي صادقتهن إلا واحدة..

هذه الرواية وقعت في زمن غير زماننا.. في عهد جديد وتأريخ جديد فرضته الحكومة الجديدة على الشعب.. فالأحداث وقعت بعد بداية العهد الجديد بـ 100 عام ونيّف.. عهد تناولوا فيه القمع الفكري بأشد صوره..

4 فصول غريبة..

الفصل الأول كانت رسائل صديقتنا لزوجها أو أنها كانت تتخيل وجوده.. كنت طوال الرواية وأنا أقول في نفسي (هو حقيقي) وبعد عدة صفحات أقول (لا بل تتخيل وجوده).. ثم أقر بأنه (حقيقي) وبعدها أظنها (تتخيل).. عشت معها في دوامة عقلها.. لا أعرف ما هو الحقيقي وما هو الخيال.. "أحب أن أكون الوحيدة التي تؤمن بوجودك عندما ينكرك الجميع"..

بالبداية كتبت الرسائل لهذا "الزوج" ثم قررت أن تكتب حكايتها - في الفصول التالية - في رواية فهي لا تحبذ كتابة السِّيَر.. "إذا لم نستطع تدوين التاريخ الحقيقي فعلينا أن نمارس التأريخ للأحداث التي عاصرناها كشهود عيان بأي طريقة كانت، والرواية طريقة رحبة لتمرير التاريخ إلى الجيل القادم"

عاشت في تلك الشقة مع صديقاتها بمآسيها .. ناقشت "شيماء سعد" في هذه الشقة عدة قضايا على شكل محادثات بين "رئيفة" وصديقاتها.. ومن منطلق هذه النقاشات تكونت لدي فكرة أو لنقل "توقّع" عن نهاية الرواية.. وبت أقول في نفسي (لو صدق توقعي هذا لكانت رواية سيئة ببداية شيقة) وطوال الرواية كنت أُمنّي نفسي أن يخيب..

أحببت اللغة والكنايات في الرواية.. أحببت أجواءها وحبكتها.. وأكثر ما أعجبني التغيرات الغير متوقعة في أحداثها.. وإن لم أتفق مع "شيماء" في بعض الأشياء التي وجدتها غير منطقية في نظري لتوجد في الرواية.. أهمها عناوين الكتب المذكورة التي أفترض أنها لن توجد ولن تتوفر للشعب تحت ظل القمع الفكري في ذلك العهد.. 

كلما تقدمت في القراءة زاد يقيني بأن توقعي سيخيب .. وكنت سعيدة بذلك فعلا حتى وصلت إلى تلك الصفحة التي استبدلت يقيني الأول بآخر .. توقعاتي تحققت.. ظننت أن مزاجي سيُفسد ما أن أقرأ تلك الأسطر.. هبطت معنوياتي صحيح، لكنها لم تزل نشوة الرواية أبداً.. قد يكون وجودها في الصفحات الأخيرة هو السبب.. لم تكن رواية سيئة ببداية شيقة بعد ذلك..

شيماء هشام سعد .. كاتبة متمكنة وتعرف ماذا تفعل..

توصية الصديقة أشواق..


.

.

.


 اقتباسات مبعثرة 


"كم يكون الإنسان على وشك أن يضع قدمه على عتبة مأساته الخاصة وهو لا يدري!"


"ثمة في الحزن الصادق ما يفرض عليك احترامه مهما تكن عدوا لأسبابه"


"طلباتي من الحياة كانت دائماً بسيطة"


"مشكلتنا أننا عندما نتذمر فليس لمحدودية الخيارات.. نريد أن نختار دون أن تكون لتلك الاختيارات عواقب"


"إن الآراء الجاهزة والتقليدية باتت تسيطر على كل شيء، ولم يعد الإنسان يكلف نفسه عناء التفكير في الرأي قبل تبنيه أو مؤنة استغراق الوق من أجل بناء رأي خاص"


"لا يمكننا الاتكاء دائماً على إمكانية الحصول على فرصة أخرى"


تعليقات

المشاركات الشائعة