قلق السعي إلى المكانة

 

 قلق السعي إلى المكانة 

الشعور بالرضى أو المهانة

المؤلف: آلان دو بوتون

المترجم: محمد عبدالنبي

عدد الصفحات: 310

الناشر: دار التنوير

دراسة؟! تنمية ذاتية؟؟ علم اجتماع؟؟ ممكن كلهم

=====

هنا يتكلم عن الضغط النفسي الذي تفرضه المكانة على المجتمع.. أو لنقل يفرضه المجتمع على نفسه.. 

"بحكم طبيعتنا مبتلون بانعدام يقين نحو قيمتنا الخاصة فإننا ندع تقييمات الآخر لنا تلعب دوراً حاسماً في الطريقة التي نرى بها أنفسنا"..

قسم دو بوتون كتابه إلى قسمين.. الأول تكلم فيه عن الأسباب لكنه كان أقرب إلى تاريخ المكانة من أسبابها.. وكيف كانت تبدو في مختلف العصور، أو كيف تم التعبير عنها، فقد كان هناك وقت الفلاح فيه أرقى مكانة من الغني ثم انقلب الحال بعد ذلك.. فالمكانة دائما ما تتبدل حسب احتياجات المجتمع في كل وقت وكل زمن.. وكلما تغيرت العوامل المؤثرة على المكانة تبدل معها دواعي القلق..

"يظل الاحتياج رقم واحد على رأس أولوياتنا أن ينظر الآخرون إلينا بعين الرضا"..

بعيداً عن المثالية، وأن "رضا الناس غاية لا تدرك"- وهي مقولة صحيحة بلا شك - الكتاب يلامس منطقة حساسة وصادقة.. الإنسان مهماً كان ومهما قال يميل ولو جزء بسيط منه نحو السعي إلى المكانة ورضا الناس ومحبتهم.. ليس محبة كل الخلق.. فلن يقدر أحد على ذلك، ولكن مجموعة كبيرة منهم.. ومهما حاول أن ينكر.. في قرارة نفسه هو كذلك..

.

.

.

أما في القسم الثاني فتكلم عن الحلول.. ليست حلول منه لحل هذه المعضلة ولكن ما تمت تجربته عبر مر الأزمان للقضاء على هذه الآفة... على الأقل حاولوا باستخدام الفلسفة، والفن من كوميديا وتراجيديا، والسياسة والدين والبوهيمية..

"يكشف الموت مقدار هشاشة الاهتمام الذي نحصل عليه بفضل المكانة وانعدام قيمته"..

"إن تأمل  قلقنا التافه على المكانة من منظور آلاف السنين تالية على لحظتنا هذه يمنحنا لمحة نادرة ومطمئنة حول مقدار ضآلة شأننا"..

العام الماضي كنت قد اطلعت على كتاب قد لخص هذا الكتاب في أحد فصوله وهو (وهم الإنجاز).. في البداية وحتى انتصافي للكتاب كنت أظن أن الملخص كان كافياً.. لكنني أحببت التوسع هنا خصوصاً في فصل الفن.. أحببت كثيراً ما تكلم عنه في الفن التراجيدي.. وهو نوع غالباً ما أتهرب منه.. فلم أكن أعلم بكمية الدروس والعبر التي يخرج بها متلقيها.. 

كتاب مفيد وأنصح به، خصوصاً أنه سهل جدا لغةً وطرحاً

 

°°°

للاطلاع على التدوينات السابقة الرجاء النقر على اسم المدونة بالأعلى لينقلكم الى الصفحة الرئيسية للمدونة ومن ثم اختيار اسم الكتاب..

قراءة ممتعة

وإلى لقاء آخر بكل ود