الإنسان والبحث عن المعنى ..

 



 الإنسان والبحث عن المعنى 

التسامي بالذات كظاهرة إنسانية


فيكتور إميل فرانكل

ترجمة: عبدالمقصود عبدالكريم

عدد الصفحات: 207

الناشر: صفحة 7


***


"إن محاولة تقديم عرض منهجي للموضوع أمر بالغ الصعوبة، لأن علم النفس يتطلب قدراً معيناً من التجرد العلمي. لكن هل يتمتع الرجل الذي يدلي بملاحظاته بالتجرّد المطلوب بينما كان هو نفسه سجيناً؟"..

قد تكون استفتاحية فرانكل كتابه بهذه العبارة خير دليل لمعاناته الشخصية.. فقد كان هو السجين الذي تحدث عنه فيها..

بداية الكتاب وأطول جزء فيه كان عن خبراته في معسكرات الاعتقال النازية.. ولا أظنه يخفى على الكثير ما يرتبط بمصطلح (النازية) أو  ما يتبادر لأذهاننا فور سماعنا لهذه الكلمة.. فأغلبنا -إن لم يكن كلنا- قرأنا وسمعنا ما الذي حدث ذلك الوقت من بشاعة لا يتصورها العقل..

كنت أحسبُ أن السجن كان الدافع لفكرة الكتاب، وبتُّ أتخيل كلما تقدمتُ بقراءة قصته في المعسكر كيف حصل على الإلهام.. لكنه كان بالفعل قد شرع بصياغة الفكرة قبل ذلك.. والأسر أجبرهُ على اعتناق هذه الفكرة وتقييم حياته إذا كان ما يزال لها معنى..

من أعظم الجمل بالنسبة لي التي قرأتها في الكتاب كانت: "يمكن أن يؤخذ من الإنسان كل شيء إلا شيء واحد: آخر الحريات الإنسانية، أن يختار المرء موقفاً في ظل أي جملة معينة من الظروف، أن يختار طريقه الخاص"..

تذكرت رواية لاعب الشطرنج عندما أجبر البطل عقله لينقسم نصفين أو لشخصيتين حتى يستطيع أن يلعب مع نفسه، مما سبب له تداعيات كثيرة لعقله وصحته النفسية..


.

.

.


"يركز العلاج بالمعنى على النظر إلى المستقبل.. على المعاني التي على المريض أن يحققها في مستقبله.. تتم مواجهة المريض فعلياً ويعاد توجيهه نحو معنى حياته"..

"ما يهم ليس معنى الحياة بشكل عام، ولكن بالأحرى المعنى الخاص لحياة شخص في لحظة معينة"..

"يرى العلاج بالمعنى في المسؤولية الجوهر الحقيقي لوجود الإنسان"..


❖ يمكننا اكتشاف المعنى في الحياة بـ 3 طرق:

1. ابتكار شغل أو القيام بعمل..

2. من خلال الشعور بشيء ما أو لقاء شخص ما..

3. بالموقف الذي نتخذه تجاه المعاناة التي لا مفر منها..


الكتاب يحوي 207 صفحات إلا أنني شعرت أنه انتهى عند الصفحة 160، أو لنقل انتهى شغفي به عند هذه الصفحة..


المترجم برع في تقريب المفاهيم والمصطلحات النفسية في هوامش الكتاب..فكانت زاخرة بالعديد منها..

أحببت أن اختتم المراجعة بهذه الجملة:

"لا ينبغي للمرء أن يبحث عن معنى مجرد للحياة, فلكل شخص وظيفته أو رسالته الخاصة في الحياة وعليه القيام بمهمة ملموسة تتطلب الإنجاز.. لا يمكن استبدال الشخص، ولا يمكن تكرار حياته، وبالتالي تكون مهمة كل فرد فريدة من نوعها بقدر ما تكون الفرصة التي تسنح له لتنفيذها"..

هذا الكتاب أشعرني بالامتنان لما أنا فيه.. والحمد لله على كل حال..



°°°



للاطلاع على التدوينات السابقة الرجاء النقر على اسم المدونة بالأعلى لينقلكم الى الصفحة الرئيسية للمدونة ومن ثم اختيار اسم الكتاب..


قراءة ممتعة

وإلى لقاء آخر بكل ود

تعليقات

المشاركات الشائعة