سجين السماء ..

 



 سجين السماء 


تأليف: كارلوس زافون

ترجمة: معاوية عبدالمجيد

عدد الصفحات: 365

الناشر: منشورات الجمل

رواية


*نسخة إلكترونية*


• • •


سجين السماء.. الرواية الثالثة من سلسلة روائع مقبرة الكتب المنسية.. 

في هذا الجزء يعود الخط الزمني الى مساره الطبيعي فنرى الاحداث عادت الى دانيال وفترة ما بعد "ظل الريح"..

هذه الرواية أقصر من سابقاتها فتركزت الاحداث فيها على حكاية فيرمين في السجن ابان الحرب ومقابلته لـ "سجين السماء"..

في هذه الرواية أُسدل الستار عن بعض خفايا الرواية السابقة "لعبة الملاك" وجاءت من منظور اخر وكأنها كواليس حياة "ديفيد مارتن" بطلنا السابق..

بدأت احداث روايتنا في وقت أيام عيد الميلاد وعندما دخل رجل غريب المظهر مكتبة سيمبيري وأبناؤه ليشتري نسخة كتاب نادرة باهظة الثمن ليهديها إلى فيرمين كنوع من إثبات وجوده على ما أظن.. فيتبع خطاه دانيال عندما خرج من المكتبة ليستدل على مكان إقامته..

وهذا الحدث بالذات هو ما حرك ذكريات فيرمين التي قصها على دانيال وكانت غالب أحداث الرواية ذكرياته ليتعرف فيها دانيال على الحقيقة.. الحقيقة كامله..  


تدور الأحداث هكذا:

يشتري الرجل النسخة النادرة لرواية (كونت مونتي كريستو) ليهديها لفرمين.. وهذه الرواية تدل على طريقة هروب فيرمين من السجن.. وكتب في الاهداء رقم الزنزانة التي جمعته بفرمين هناك.. ليستعيد غرضاً قد سرقه الأخير منه..

يتبعه دانيال ليعرف محل اقامته ثم يخبر فيرمين بما حدث ويصر عليه ان يخبره بقصته.. الذي اخبره إياها بدوره واحتلت القصة فصولا كثيرة من الرواية.. يخبره بـ"سجين السماء" الذي ساعده بالهرب من السجن على طريقة "رواية كونت مونتي كريستو" بشرط اشترطه عليه.. ويخبره بالصعوبات والمشاكل والمصائب التي صادفته في السجن والتي واجهها وقت هروبه.. حتى انتهى به المطاف تحت ذلك الجسر الذي التقى به دانيال.. لكن دانيال يعلم حد اليقين أن فيرمين لم يخبره بحكايته كاملة.. فقط الأجزاء التي يجوز لدانيال معرفتها..

ثم تأتينا المعضلة الأخرى وهي أن فيرمين لا يستطيع الزواج بدون وثائق رسمية لسببين.. الأول: أنه عندما هرب من السجن صدر خبر وفاته (إخفاءً لفشل السلطات بالإمساك به).. والثاني: فيرمين ليس اسمه الحقيقي من الأساس.. وتبدأ رحلة أخرى لدانيال لمساعدة صديقه في هذه المشكلة ليتزوج في النهاية..


• • •


على أنه لا يهم الترتيب في هذه السلسلة "كما قال المؤلف" إلا أنه بالنسبة لي إذا فكرتم بالإطلاع على المجموعة كاملة أقترح قراءتها بالترتيب.. فهذا من شأنه أن يعطيها لذة خاصة 🙂


.

.

.


••اقتباسات مبعثرة ••


"في بعض الأحيان تتعب الروح من الهرب، العالم صغير لدرجة أنك لا تدري أين تفر بجلدك."..


"هناك أزمنةٌ وأمكنة، أن تكون فيها لا أحد أشرف بكثير من أن تكون فيها أحداً ما."..


"ما من أحد يطرح أسئلة عن الشيء الذي يفضِّل تجاهله."..


"هرعت نحو الباب وأطللت برأسي إلى الشارع. كان المجهول يبتعد بمشيته العرجاء، ليختلط في الأطياف التي تعبر حجاب الضباب النيلي الذي ساد شارع سانتا آنا. كدت أناديه، لكني عضضت لساني. أسهل ما يمكن فعله هو أن أدعه يمضي في حال سبيله بكل بساطة، لكن الغلبة كانت للغريزة وأصالة انعدام التبصر والحس العملي عندي ."..


"تردد للوهلة الأولى، ثم هز رأسه بصمت وخرج إلى بهو البناية . تبعه حتى البوابة ورأيته يمضي تحت انهمار المطر الناعم، ليبدو رجلا صغيرا يحمل ثقل العالم على كتفيه، فيما كان الليل، أشد حلكة من أي وقت مضى، يهبط على برشلونة."..


"كان الجنود المخضرمون في ذلك المكان ينصحون بعدم لفظ اسم السيد المدير، بل وبعدم التفكير فيه إن أمكن. كما كان السواد الأعظم من السجناء يفضلون التحدث عن عائلاتهم التي خلفوها وراءهم، أو عن زوجاتهم، أو عن الحياة التي كانوا يتذكرونها."..


"تلاشت الطرقات التي سرنا بها حتى وصلنا إلى خان یویس، تلاشت صالة المطعم. لم أكن أرى إلا ذلك المكتب في قلعة مونتويك، ووجه ذلك الرجل الذي كان يتكلم عن والدتي بكلمات حارقة وتلميحات مهينة. أحسست بما يشبه البرد الفتاك يكتسح سريرتي، يرافقه سخطٌ لم أجرب مثله من قبل. وما رغبت في تلك اللحظة العابرة شيئا أكثر من أن يؤتى بذلك الحقير إلي لأقص عنقه وأنظر إليه عن كثب حتى تنفجر العروق في عينيه ."..


"نزل فایس من مقعده الخلفي بكل ما أوتي من سرعة، وركب خلف دفة الستودبیکر. ثبت الريفولفر على لوحة القيادة، مصوبا نحو مدخل المصنع بيده اليسرى، وأطلق الغيار إلى الخلف، وضغط على دواسة السرعة. تراجعت السيارة نحو الظلمات، لتتخطى الحفر وبرك المياه التي تتخلل درب العربات. وبينما كان يبتعد، رأى لمعان أعيرة نارية كثيفة تنطلق من مدخل المصنع، لكن السيارة لم تصب بأي منها. وما إن وصل على بعد مئتي متر، استدار وضغط على دواسة السرعة بأقصى ما عنده، ليبتعد وهو يعض شفتيه من الغضب."..


"غطس جسده النحيل في غمرة الضوء المتساقط من قبة الزجاج في العلى. كان الضياء ينهمر مثل شلال من بخار علی مجاهل المتاهة الضخمة، المكونة من ممرات وأنفاق وسلالم وأقواس وقناطر لكأنها تنبثق من الأرض مثل جذع شجرة شاسعة قوامها الكتب، باسقة نحو السماء بهندسة إعجازية. توقف فيرمين عند مدخل أحد المماشي المتغلغل كالجسر على قاعدة المبنى، يتأمل المشهد بفم مفتوح."..


• • •



للاطلاع على التدوينات السابقة الرجاء النقر على اسم المدونة بالأعلى لينقلكم الى الصفحة الرئيسية للمدونة ومن ثم اختيار اسم الكتاب..


قراءة ممتعة

وإلى لقاء آخر بكل ود

تعليقات

المشاركات الشائعة