كيف أصبحت كاتباً!
كيف أصبحت كاتباً!
مذكرات
❞ أحيانًا ينبغي على المرء أن ينتظر لفترة طويلة من الزمن قبل أن تجد القصص نهاياتها ❝
لا يقدّم بول أوستر في هذا الكتاب وصفة للكتابة، ولا يحاول أن يعلّمك كيف تصبح كاتبًا، بل يضعك أمام الكتابة بوصفها حالة وجودية: قدرٌ يختاره الإنسان ويُختار له في الوقت نفسه. الكتاب يجيب عن أسئلة الكتابة لا من باب التنظير، بل من باب التجربة الشخصية التي تتقاطع مع تجارب الآخرين دون أن تدّعي تمثيلهم.
النص ليس سيرة ذاتية صريحة، بل مجموعة تأملات هادئة ومتفرقة، يعود فيها أوستر كثيرًا إلى روايته 1-2-3-4، مستشهدًا بمقاطع منها، وكأن الكتاب امتدادٌ جانبي لمشروعه الروائي أكثر من كونه كتابًا مستقلًا عن "كيف بدأت".
أكثر ما يلفت في نبرة أوستر هو امتنانه العميق للكتابة رغم مصاعبها. لا يتحدث من موقع المعاناة الخالصة، ولا من رومانسية مفرطة، بل من توازن واضح بين العشق والتعب. الكتابة لديه ليست خلاصًا، لكنها أيضًا ليست عبئًا، هي ببساطة الطريقة التي اختار أن يعيش بها.
الفكرة التي رسّخها الكتاب بوضوح هي أن كل كاتب يرى الكتابة على نحو مختلف، ولا توجد حقيقة واحدة عنها. ويُحسب لأوستر ميله الواضح إلى الاختصار ورفضه للإسهاب، وهو ما ينسجم مع فلسفته عن الكتابة نفسها.
الكتاب موجّه لكل مهتم بفعل الكتابة، سواء كان قارئًا يحاول فهم الكُتّاب، أو قارئًا لأعمال أوستر تحديدًا. لكنه، رغم جودته وصدقه، لم يصل إلى حد الإبهار، قراءة لطيفة، ذكية، لكنها لا تترك أثرًا طويل المدى.
كتاب يُفهم، يُقدَّر، ثم يُغلق دون شعور بالخسارة أو الدهشة.
من قراءتي على أبجد
..
اقتباسات مبعثرة
❞ إنّ كل فقرة بالنسبة لي هي بمثابة عمل فني صغير قائم بذاته ❝
❞ إنها رحلة عبر المساحات، حتى وإن لم أصل إلى أيّ مكان، حتى وإن انتهى بي المطاف في المكان ذاته الذي بدأتُ منه ❝
❞ بعض الأمور تعود بعد أن تأخذ دورتها الكاملة! ❝
❞ لا يمكن أن تكتب كتابًا واحدًا وتكتفي به، لأنّ هناك الكثير من الأمور التي تعتمل داخلك، وكل فكرة تقود إلى أخرى. ❝
❞ الكاتب والقارئ يصنعان الكتاب سوية، وأيّ قارئ حين يقرأ كتابًا ما، فإنه يكون شخصًا آخر متفردّا عن أيّ قارئ يقرأ الكتاب نفسه. هذا هو الأمر الرائع للغاية في عملية القراءة ❝
❞ لا أعتقد أنّ ثمة إنسان على قيد الحياة لا يُفكّر في ما كان ليحدث عوض ما حدث فعلًا. ❝



تعليقات
إرسال تعليق