غرفة الأم



 غرفة الأم 

المؤلف: ليلى الجهني
عدد الصفحات: ٧٨
الناشر: دار أثر

رواية

***

"لقد تغيرت الحياة بعد ذلك الضحى البعيد"

تحكي الرواية عن غادة التي تعود إلى بيت العائلة بعد وفاة أمها لتفريغ غرفتها تمهيداً لبيع المنزل. وأثناء ذلك، تنساب الذكريات على تاريخ أسرة تآكلها الحزن مع الوقت، منذ اللحظة التي فقدت فيها ابنها. غادة شخصية عاطفية وصادقة، طبيعية في مشاعرها وقراراتها، أما غرفة الأم فلم تكن مجرد غرفة، بل ذاكرة المكان الذي جمعت هذه العائلة يوماً.

"لقد أدركتِ أن عالماً بكل بهجته كان قائماً في هذه الغرفة"

فقدان الابن لم يكن - برأيي - السبب الحقيقي لانهيار الأسرة، بل القشة التي قصمت ظهر البعير وكشفت هشاشة العلاقة بين الوالدين. شعرت أن الحادثة جاءت لتُظهر ما كان مكسوراً أصلاً، وكأنهما وجدا في المصيبة مخرجاً جاهزاً من علاقة لم تعد قادرة على الصمود. 

"لقد وسم الأسى كل واحد منكم"

خرجتُ من الرواية بحزن عميق أشبه بضوء باهت ظلّ معلّقًا في آخر الذاكرة. نص قصير، مكثف، ومثقل بالمشاعر، وتكثيفه هذا كان جزءًا أساسياً من قوته؛ لم تحتج ليلى الجهني إلى صفحات كثيرة لتقول ما تريد، بل جعلت القِصر خادمًا للفكرة لا قيدًا عليها.

الحزن هنا كُتب بنضج وهدوء وتركيز لافت. عبقرية النص تكمن في ضخّ مشاعر كثيرة جدًا داخل صفحات قليلة، حدث واحد، وشعور واحد ممتد من البداية إلى النهاية، مع كل ما خلّفه من تبعات. لم يبق مشهد واحد في ذهني بقدر ما بقي الشعور الطاغي الذي خيّم على الرواية كلها.

العلاقات بين أفراد العائلة كُتبت بوضوح رغم قلّة السطور، وهو أحد أسرار سلاسة النص. أما اللغة، فكانت من أجمل ما فيه، وتدفعني بثقة للبحث عن بقية أعمال الكاتبة.

الرواية تستحق القراءة، خصوصًا لمن يريد نصًا خفيفًا في حجمه، ثقيلًا في أثره، مهما كان الحزن جزءًا أساسياً منه.

"لطالما فكّرتِ في أن الذاكرة شيء، والذكريات شيء آخر"

توصية الصديقة نهى.

..

 اقتباسات مبعثرة 

"كانت غرفتها عالماً سكنته البهجة مرة، ثم غطته كثبان الأسى، وها هو اليوم سيخلو منها ومن كل شيء إلا الأسى"

"ألم الفقد لا يخف، بل يتوارى حتى تأتي اللحظة التي يندفع فيها من الأعماق"

" ما أعجب أن تأتي المنغصات من قلب المباهج"

"ما حساب الساعة في نهر الزمن وهو يتدفق دون انقطاع؟"




تعليقات

المشاركات الشائعة