علم النفس ديناً
علم النفس ديناً
المؤلف: بول سي. فيتز
المترجم: د. عبدالقادر مساعد
عدد الصفحات: ٢٨٨
الناشر: دار أدب للنشر والتوزيع
علم نفس
***
"الحل ليس نفسيًا، بل ديني؛ فالسبيل الوحيد للخروج هو إنكار الذات وإطلاقها لتصبح كائنًا في محبة الإله وخدمته."
هذا الكتاب يتناول أزمة الإنسان والذاتانية الحديثة وتأثيرها على الفرد والمجتمع. حيث يعالج صراع الفرد مع الأنانية والفردية التي باتت تُشكّل السمة الغالبة للعصر.
الكاتب يشير إلى فقدان البطولة في الحياة اليومية، وتحول الإنسان من كائن يحمل رسالة ومعنى إلى مستهلك يبحث عن متع زائلة وراحة نفسية مؤقتة. ويناقش كيف أدى السعي وراء تحقيق الذات والنسبية الأخلاقية إلى تفكك العلاقات الاجتماعية وظهور فوضى أخلاقية، حيث يُشجَّع الأفراد على اختيار قيمهم بشكل مستقل دون اعتبار للآخرين.
ويدعو فيتز إلى الانتقال إلى الذات المتسامية من خلال إنكار الأنانية واعتماد التواضع والاستسلام لله. هذا التحول، الذي يُصف بـ”الولادة الثانية”، يتطلب إعادة تثقيف روحي يُبرز أهمية القيم مثل الطاعة والتبعية.
الكتاب، رغم عمقه الفلسفي، لا يخلو من إشكالية الانحياز إلى منظور ديني محدد ـ المسيحية - الذي قد لا يُلامس كل القرّاء، وهذا ما قد نبه عليه المترجم في بداية الكتاب، لكنه يظل دعوة جريئة للتأمل في أحوالنا، وإعادة النظر في قيمنا، وكأن الكاتب يُحدثنا من مرآة عصرنا، يعكس هشاشته، ويدعونا إلى البحث عن معنى لا يفنى.
وبما أن الكتاب قيس على الديانة المسيحية فبالتأكيد توجد بعض الأفكار الشركية فيه.
من قراءاتي مع نادي مستنار.
.
.
.
اقتباسات مبعثرة
"لقد فقدنا معنى البطولة في الحياة العصرية، فقد مات الأبطال، وتلاشى حتى أعداؤهم المناهضون لهم، وتضاءل دور الثوري العظيم في المسرح السياسي."
"سرعان ما يتضح عجز البحث عن المتع اللذيذة في أن يكون طريقًا لمعنى أسمى… المتعة ليست بطولة بالنسبة لمعظم الرجال."
"تتميز هذه الثقافة بالمصلحة الذاتية والنزعة الأنانية التي تقلل بشكل متزايد جميع العلاقات إلى سؤال: ماذا أستفيد منه؟"
"من تحقيق الذات إلى إيضاح القيم، فإن الفوضى الاجتماعية هي النتيجة الحتمية والمنطقية لنسبية المجتمع العلماني."
"أعلم في قلبي وعقلي أن هذه الأشياء جيدة وصحيحة وضرورية للحياة الروحية، لكن ‘أناي’ المترفة ترفض أن توصف بالجاني البائس."
"فالحديث الذاتي عن مدى روعتك لا يغني شيئًا إذا ظل الوضع الحقيقي في اليوم التالي كما هو."
"علم النفس أصبح يعتمد على المشاعر أكثر من اعتماده على العلم، وأنه أصبح الآن جزءًا من المشكلة في الحياة المعاصرة بدلا من أن يكون جزءًا من الحل."
"لقد أصبح العلاج النفسي -الذي كان يومًا ما نشاطًا محدودًا ومتخصصًا- أصبح الن يشمل جميع علاقات الحياة."
"كثيرا من الأشخاص الذين يتمتعون بتقدير كبير للذات تكمن سعادتهم فقط في كونهم أغنياء أو أنهم يتمتعون بالجمال أو بالعلاقات الاجتماعية،"
"افعل الخير للآخرين وأنجز شيئًا ما لنفسك، وستحصل على كل تقدير الذات الذي تحتاجه وتستحقه."
"لا يكاد يوجد من يصدق حقاً أن المنتجات التي نشتريها ونمط الحياة الذي نعيشه، يمكن أن تلبي حقًا حاجتنا للهوية الشخصية، فباختصار، لقد فشلت الحلول الحديثة لملء الذات الفارغة!"
تعليقات
إرسال تعليق