سنواتي مع دوستويفسكي

 



 سنواتي مع دوستويفسكي 


المؤلف: أبوليناريا سوسلوفا
المترجم: الجيلالي مويري
عدد الصفحات: 208
الناشر: المركز الثقافي العربي


مذكرات


---


"يحدثونني عن فيودور ميخايلوفيتش. إلا إني أمقته كل المقت. فقد عانيت الكثير بسببه، بينما كان يمكن أن نتجنب المعاناة"

في البداية أقول (العنوان مضلل)

.

انقسم الكتاب إلى ثلاثة أقسام..

المقدمة والتي كانت ملمة أكثر بدوستويفسكي (والذي قرأت الكتاب لأجله).. والتي وعدتني بدورها بالكثير من المعلومات (فضائح) عن دوستويفسكي .. أو أنني فهمته خطأ وكان فقط يوضح أنه يعرف هذه المعلومات عنه وعن زوجته التي كتبت 4 يوميات بالاختزال حتى لا يفهمها زوجها واثنتان منهما قامت بإتلافهما ونشرت الأخريات بكثير من التلميع من جانبها لشخصية دوستويفسكي والتي اتضح أنها كانت نوع من أنواع التسويق هي الأخرى لمؤلفات الراحل بعد وفاته..

"لقد استطاعت آنا سنيتيكنا، زوجة دوستويفسكي الثانية، أن ترسخ صورة عن زوجها الكاتب العظيم أقل ما يقال عنها أنها بعيدة عن الحقيقة"

ثم تأتي المذكرات التي حوقنت (تحلطمت) أبوليناريا في أكثرها إن لم تكن كلها..  انتصف الكتاب ولم تذكر دوستويفسكي في مذكراتها سوى ثلاث أو أربع مرات بذكر مقتضب.. وكأن العنوان ليس إلا تسويقاً لمذكراتها فقط.. لا أعلم لما وصفت نفسها بأنها عشيقته - أو أن هذا فقط ماعرف عنها - وهي التي كلما جاءت سيرة الرجل قالت "أمقته" و"أكرهه".. والجدير بالذكر أنها فتاة متحررة لأقصى حد، "هربت" من بيت أهلها ومن وصاية أبيها و "دشرت" في أوروبا.. وطوال المذكرات تشكي نفاق الناس والوحدة وأحياناً الحاجة للمال التي تجعلها ترهن متاعها أو تطلبه من "كل من هب ودب".. 

توجد الكثير من أسماء الرجال الذين صادقتهم بدورها ولم أستطيع اللحاق بهذا الكم من الأسماء لغرابتها أحياناً ولاستبدالها أحياناً  أخر برموز ولم أرد العودة وبحث من هؤلاء "الرموز" لأنني إنما قرأت الكتاب لمعرفة الشخص الذي في العنوان.. والتناقض هنا يكمن في أنها تركت والدها وجابت أوروبا لحاقا بالرجل الوحيد الذي أحبته (ليس دوستويفسكي طبعاً) وهي التي كانت ضد البقاء بوصاية الرجال.. أحبها الكثير لكن لم تحب حقاً إلاواحد >> من تذكركم فيه هذي الشخصية!! 

"أشعر أني أنزلق نحو الدناءة، وأغرق في ((وحْل عكر))، وأني لم أعد أشعر بذلك الحماس ولا بذلك السخط المنقذ اللذين كانا يحولان بيني وبين كل ذلك في الماضي."

وبعد المذكرات يأتي القسم الأخير وهو قسم الرسائل بين أبوليناريا ودوستويفسكي وفيه نفهم طبيعة العلاقة بينهما (كله تشرِّه بينهم).. وكان أحسن من المذكرات بمراحل كثيرة، و من بين الرسائل كان أفضلها التي كتبها دوستويفسكي لأخت أبوليناريا وقال فيها "ما زلت إلى اليوم أحبها، أحبها كثيراً، ولكنني أصبحت أرغب أن لا أحبها، فهي لا تستحق حبّاً كهذا. إنني أرثيها، لأنني أتنبأ بأنها ستعيش حياة تعيسة شقية. لن تعثر على أي صديق في أي مكان أبداً، ولن تعرف الطريق إلى السعادة. إن من يطالب الآخرين بالالتزام بكل واجباتهم، بينما هو لا يلتزم بأي منها، لن يعيش سعيداً أبداً."


يقصد هنا الأخت.. بس حبيت الوصية

نستطيع ان نقول ان دوستويفسكي حاضر في جميع رواياته في كل رواية يضع من قصة حياته شيئاً وكل بطل من أبطاله يصوره هو بشكل من الأشكال.. فمن قرأ جميع اعماله قد يستطيع أن يستنبط سيرته..

ملاحظة: حاولت قراءة سيرته على لسان زوجته إلا أنني لم "أبلعها" بسبب ما قيل بأنها تلمع شخص زوجها..

.

.

.

اقتباسات مبعثرة

"أعتقد أن من يعيش دون أن ينفع الآخرين لا يستحق أن يعيش"

"إن عدد الرجال الذين يفقدون احترامهم لامرأة بعد انتصار سهل عليها قد يكون أكبر ممّا ظننته أول الأمر."

"ضقت ذرعاً بكل هؤلاء الأغراب الذين يحاول كل واحد منهم أن يستغلني بطريقته الخاصة"

"إن أبوليناريا أنانية إلى حدِّ المرض."


تعليقات

المشاركات الشائعة