سجن العمر

 


 سجن العمر 


المؤلف: توفيق الحكيم
عدد الصفحات: 236
الناشر: دار الشروق
سيرة

---


"إن زهرة عمرنا الفكر، وسجن عمرنا الطبع"

اللغة جميلة بلا تكلف.. الأسلوب ساخر بعض الشيء.. اتعجب لتقارب الشبه في حياة بعض البشر.. ما أرى لحظة من اللحظات إلا وأجد مايشابهها في سيرة شخص آخر.. فمثلا عندما تحدث توفيق عن والده تذكرت ما قاله بول أوستر عن والده.. وعندما تحدث عن سبب صداقته لأحد الطلاب تذكرت ماقال أحمد الويزي عن صديقه الذي اتخذه لنفس السبب..

"كانت صورة والدي حقاً أقرب إلى الإنطفاء. أما تواليفه وتفانينه وفلسفته، فإني لأعجب أنها كانت له يوماً!"

تحدث في سيرته عن تاريخ الأدب في مصر ومراحل تحولاته وتطوره.. ذكرياته في تنقلاته العديدة مع أهله، طفولته وتعليمه وعلاقاته وحبه للأدب عامة والمسرح خاصة، رحلته بين أوروبا ومصر.. 

بدأت سيرته حتى قبل أن يولد فتحدث عن والديه في البداية وكيف تزوجا.. وماذا تغير في حياتهما بعد الزواج..

أما بمناسبة العنوان للكتاب فكان يتكلم عن سجن عمره وهو طباعه السيئة التي كرهها ولم يستطع تغييرها.. التي لم يعرف كيف نشأت لديه في الأساس.. فلم تكن موروثة من والديه.. فجاء الكتاب لـ "محاولة كشف شيء عن تكوين هذا الطبع الذي أتخبط بين قضبان سجنه طول العمر"..

"أنا إذن المسئول وحدي عن كسلي وفشلي.. ولا أدري العلة.. وعجزت عن العلاج"

"أكان من الممكن أن أتخذ طريقاً آخر في الحياة؟"


.

.

.


 اقتباسات مبعثرة 


"أدركت فيما بعد ما هو المعنى الحقيقي للحضارة والبلد المتحضر: هو أن توضع كل آثار الذهن وتراث الفكر في متناول الأيدي بلغة البلد لكل مراحل السن"


"أصررت على أن تكشف لي الغطاء لأتأمله.. وإذا بي أرى وجهاً لا يمكن أن أنساه.. إنه الصفاء والتجرد والسمو عن الأرض.. كل ذلك قد ارتسم على وجه هادئ بلا ملامح.. أو ربما كانت تلك هي ملامح الخلود"


"إن الفناء إذن ليس كلمة تكتب على الورق ويلوكها اللسان"


"من سوء حظ البشر جميعاً أن نولد في غيبوبة تامة من عقولنا. فكل عضو من أعضائنا يتحرك حين نولد، إلا ذلك الجزء منا الذي ندرك به الحياة التي هبطنا إليها. ترى ماذا كان يحدث لو أننا واجهنا الحياة بعقول مدركة"


"عندما نريد أن نرتد بذاكرتنا إلى الطفولة نجدها قد انتهت إلى شبه جدار أسود أصم نصطدم به، لا نبصر بعده شيئاً. اللهم إلا بعض صور مبتورة غامضة، نحار في معناها، ومهما يحاول الكبار تفسيرها لنا، فإن هذا التفسير يبدو أضأل بكثير من الحجم الهائل الذي تبدت لنا فيه"


"ذلك أن كل شيء تحرك في عالم الطفولة اتخذ أشكالاً لا يستطيع عقل الكبار أن يحيطوا به ليفسروه على حقيقته التي ظهر بها في ذلك العالم الصغير الكبير الغامض"



°°°



للاطلاع على التدوينات السابقة الرجاء النقر على اسم المدونة بالأعلى لينقلكم الى الصفحة الرئيسية للمدونة ومن ثم اختيار اسم الكتاب..


قراءة ممتعة

وإلى لقاء آخر بكل ود

 

تعليقات

المشاركات الشائعة