وعاظ السلاطين

 

 وعاظ السلاطين 

المؤلف: الدكتور علي الوردي

عدد الصفحات: 356

الناشر: دار الوراق

فكري

***

مشاعري كانت متضاربة بين قبول ورفض لكل ما ورد فيه.. فكان يتخطى الكثير من الخطوط الحمراء..

كانت غالبية مصادر استشهاداته من أجانب وغير مسلمين ومن أشخاص مشكوك في صحة ما نقلوا ومنهم جرجي زيدان إن كنتم تذكرون كيف يقوم هذا الشخص بتحريف التاريخ وأخبار المسلمين..

هنا ينتقد كثيراً ولا يعطي الحلول.. صحيح أن بعض الوُعّاظ اسلوبهم في الوعظ خاطئ ولكن أن نتوقف عن الوعظ فهذا غير مقبول.. فالله جل جلاله قد قال: [كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر].. ولكنه عندما تكلم في الفصل الخامس عن واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ربطه بأنه ليجابه الناس الظالم وليس في شيء آخر. وكأن الظلم هو المنكر الوحيد..

الكتاب شغلني طيلة الليل والنهار حتى أنه اجتاح أحلامي.. فلا أسرح إلا بالتفكير فيه وبما يحتويه.. فلا أظنني أستطيع الجلوس هكذا دون البحث عن الحقيقة.. ولا أعلم أين مكمنها.. أو من أين أبدأ.. أستطيع أن أقول أنه هو أول كتاب فعل بي هذا..

كتاب مثير للجدل وللتفكير.. وكما قالت الصديقة إيمان قد  لا نكون قد خرجنا منه بمعلومات ولكننا قطعاً قد نطور مهارات التفكير والبحث..

اسم الكتاب وعاظ السلاطين لكنه في النهاية تحدث عن السلاطين وترك الوعاظ الذين كان من أجلهم ألف الكتاب.. لم يتكلم عنهم إلا في فصلين أو ثلاثة فصول فقط في البداية أما البقية حسبما رأيت كانت كلها عن الفتنة التي وقعت بين الصحابة آنذاك. 

قد لا يكون الكتاب مستفزاً بقدر ما هو مرعب.. ففكرة أن بعض المعلومات التي تعلمناها في المدارس أو بعض المسلمات التي اقتنعنا بها من غير تفكير قد يكون فيها شيء من عدم الصحة ولو بنسبة ضئيلة هو شيء حقاً مخيف.. وكما قيل في المثل (لا دخان من غير نار)..

"إن الشك هو طريق البحث العلمي. ولم يستطع العلماء المحدثون أن يبزوا أسلافهم في البحث إلا أن اتبعوا طريق الشك".. أظنه اتخذ هذه الطريقة في كتابه كي لا نكف عن البحث عن الحقيقة عما ذكر فيه من مغالطات .. واظنه يعلم أن لا صحة فيما قال من كثرة ما ذكر أنه لا يعلم صحة بعض القصص والأقوال التي يذكرها..

كرهت المحتوى لكنني أحببت المبدأ.

في البداية وعندما بدأت فقرة الاستفزاز خفت صراحة أن يثبطني عن قراءة كتابه الثاني (مهزلة العقل البشري).. والذي لم أطلع على هذا الكتاب إلا لأجله.. لكني الآن أشعر بالحماس الشديد لأرى ماذا سيقول هناك أيضاً.. كيف سيستفز خلايا عقلي و ماذا سيفعل بي وقتها..

أقرأتم لعلي الوردي شيئاً من قبل؟؟ وما رأيكم فيه؟؟ أرغب فعلا بمعرفة الإجابة..

.

.

.

 ** اقتباسات مبعثرة ** 

"الواجب على الباحث أن يحكم على الأشخاص حسب قيمهم التي كانوا يؤمنون بها، ومن أفظع الأخطاء التي يقع فيها المؤرخون أنهم يدرسون العهود الماضية في ضوء قيمهم الحاضرة"..

"إن النفس البشرية تهوى الإيمان بدين، فإذا فقدت ديناً جاءها من السماء التمست لها ديناً يأتيها من الأرض"..

"الإنسان لا يفهم من الحقيقة إلا ذلك الوجه الذي يلائم عقده النفسية وقيمه الاجتماعية ومصالحة الاقتصادية."..

"لا يستطيع أن يدنو من الحقيقة كاملة إلا ذلك المشكك الذي ينظر في كل رأي نظرة الحياد."

°°°

للاطلاع على التدوينات السابقة الرجاء النقر على اسم المدونة بالأعلى لينقلكم الى الصفحة الرئيسية للمدونة ومن ثم اختيار اسم الكتاب..

قراءة ممتعة

وإلى لقاء آخر بكل ود