هكذا تكلَّم القارئ ..


 هكذا تكلَّم القارئ 
(النقد الافتراضي ومشاغل أخرى)

تأليف: محمد المرزوق
عدد الصفحات: ١١٩

.
.
.

"يحكي أن أحد النقاد أراد يوما نقد احدى مسرحيات الممثل المصري عادل إمام، فقال (الانطوائية النفسانية بتاعة الاندماجية التحليلية تتنافى مع الكرنفالية الاحتفالية!) ‏لا اعلم مدى صحة هذه الحكاية التي نقلها لي أحد الأصدقاء، ‏لكني أعرف أن هذه الالفاظ لا تستخدمها سوى بعض قبائل الكونغو البدائية وكثير من النُقّاد العرب! هذه الفذلكات اللغوية ‏التي يرددها النقاد صباح مساء هي إحدى أخطار السموم التي جعلت دور الناقد يتراجع ويفقد كثيرا من مصداقيته ‏أمام سيل الأعمال الأدبية التي تضُخُّها دور النشر في وجه القارئ يومياً ‏دون تقييم جاد لجودتها ونقد صادق لمحتواها، ‏عدا عن كون هذه السموم دليلا جليا على معاناة النقد والنقاد من مرض خطير اسمه التعالي."




.
.
.

‏عندما اقتنيت هذا الكتاب كنت أظنه يتكلم عن شيء معين لكنه اصبح يتكلم عن شيء آخر..
توقعت انه يتكلم عن نقد الناس والمجتمع وما يشابهه لكنه يتكلم عن نقد الكتب وكل ما يرتبط به من الأدب عموما في التقنية الحديثة  "على الإنترنت"..

تسعة عشر موضوعاً تكلم فيها الكاتب عن النقد بأشكاله..
تستطيعون قراءة كل موضوع على حده بدون ترتيب.. فالترتيب غير مهم هنا كأهمية الفكرة الأساسية للكتاب..


فهرس الكتاب
.
.
.

"في إحدى مقالاتها ذكرت غادة السمّان أنه في فترة مضت أصدرت أسبانيا قانونًا يقضي بسجن كل من يكتب نقدًا لكتاب لم يقرأه. إنه قانون يتضمن فهماً أخلاقياً عميقًا لحرمة الكلمة. فالتجروء/ التجني على حرمة كتاب جريمة تشبه في بشاعتها جريمة الاعتداء بالضرب والقذف. كم نحن بحاجة ملحة، اليوم، إلى قانون شبيه بالقانون الأسباني، مع إضافة بسيطة، أن تكون عقوبة السجن مقرونة بأشغال شاقة تتضمن قراءة جميع كتب المؤلف الذي تجنّى عليه المتهم المدان."




.
.
.

تكلم عن من ينتقدون الكتب ومؤلفيها قبل أن يقرأوا الكتاب أساسًا.. 
وهناك فئة من المجتمع كذلك.. قد ينتقدون الشخص ويصدروا عليه أحكاماً وهم لم يتكلموا معه أو يقابلوه قط .. فقط من كلام عنه قد سمعوه من أشخاص آخرين..

.
.
.

"في فترة سابقة، كنت إذا وجدت أن انطباعي الذي شكلته ‏حول كتاب ما يختلف عن رأي النقاد حوله أندفع إلى تخطئة نفسي فوراً، متأثراً بالهالة الثقافية التي كانت تحيط بأولئك النقاد. ‏لم أكن أعتقد حينها أن الناقد شخص يمكن أن يخطئ خصوصًا أنه يتحدث في مجال اختصاصه، لكنّي اكتشفت مع مزيد من القراءة، أن النقد ليس ساحة يتصارع فيها الخطأ والصواب، بقدر ما هو مجال رحب لتبادل الآراء، ولا توجد حصانة فيه لرأي شخص لمجرّد أنه  يسمي نفسه ناقداً."




.
.
.

لولا اختلاف الآراء لبارت السلع ولولا وجود القراء لبارت الكتب..
فالكتب وجدت لقراءتها.. وإن لم يعجبك أو لم يعجني ما قرأت قد يعجب غيرنا.. وما يحرك مشاعرنا اثناء قراءته قد لا يحرك مشاعر غيرنا.. فكلٌ له اهتماماته وآراؤه الخاصة به..

لا تنتظر من أحد أن يملي عليك رأيه.. كوّن آرائك الخاصة.. فتّح عقلك.. تقبل آراء غيرك.. تفكّر بها.. لكن لا تدعها تكون هي المحرك لك..

لا تجعل من نقد الناس حجر عثرة في طريق نجاحك.. اسلك طريق آخر وأكمل مسيرتك نحو النجاح..






هذا الكتاب قد لا يكون كما توقعت، ولم استمتع بقراءته كثيراً لكنه اثار فضولي.. وجعلني اتفكر بيني وبين نفسي..

هل ستنتهي حياتنا عندما نلتزم الصمت ونتوقف عن النقد ككل.. هل النقد والانتقاد ضروري لدرجة ان نرسم صورة معينة لشخص ما ونحاول باقصى ما نستطيع ان لا نغير هذه الصورة.. حسنة كانت ام سيئة، من كلمة سمعناها أو من موقف بسيط حصل بيننا وقد يكون له وبكل تأكيد كل العذر لتصرفاته ان لم تعجبنا..
قراءة ممتعة
وإلى لقاء آخر بكل ود 🍃

تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة