ثوب أزرق بمقاس واحد

 

 ثوب أزرق بمقاس واحد 

المؤلف: هيفاء نبي

عدد الصفحات: ١٩٧

الناشر: منشورات جدل

رواية

***

❞ إن النظرة تفلتُ مني، الكلمة تفلتُ مني، الغضب يفلتُ مني، لم تعد لي سيطرة على شيء. ❝

رواية بصورة مذكرات لامرأة لم تخبرنا حتى باسمها، شاركت معنا معاناتها. رواية بدأت بقوة، بألم حقيقي وملامسة دقيقة لتجربة نفسية مركبة: اكتئاب ما بعد الولادة، الاغتراب، وذنب الناجين من الحروب. تنهار في منفاها ببطء، تراقب العالم من نافذة تخافها بقدر حاجتها إليها.

❞ أحتاج لتفهّمٍ لحالتي أكثر من حاجتي لفهمها ❝

كانت البداية مشوقة، وشعرت في صفحات الرواية بشيء أعرفه. غير أنها مع التقدم بدأت تفقد صدقها، ودخلت في دائرة التضخيم والمبالغة، لم تعالج الألم، بل بالغت في إعلانه حتى اختنق المعنى. وتلك الجمل التي شعرت من تكرار فكرتها بأنها نُسخت وأُعيد الصاقها.

و الأصعب من هذا كان التعدي الصريح على الثوابت، وهو ما لا يمكنني تجاوزه. الكفر الصريح في أحد الفصول أسقط الكثير من التقدير الذي بنيته في البداية. لا أستطيع اعتبار ذلك "جرأة" ولا "فنية"، بل استعراضًا مستفزًا لا ضرورة له.

ورغم ذلك، وسط هذا التضخيم المرهق، انبثقت لحظات من الصدق جعلتني أتوقف. لحظات شعرتُ فيها أن الكاتبة تعرف ما تكتب عنه.

❞ الكلمات لا تكفي وحدها لجعل حالتي قابلة للتصديق، الكلمات لا تعني شيئًا ما لم يختبر الآخر معاناتي ويراها بعينه. ❝

شعرت أنها تلامس الجرح الحقيقي للمكتئب. أن يُفهم، لا أن يشخّص أو يحاكم.

أسلوبها الأدبي الجميل، خدم الفكرة أحياناً، وأثقلها أحيانا أُخر. الكلمات كانت زائدة عن الحد. ولولا تلك اللحظات الصادقة القليلة، والاقتباسات التي لامست شيئا بداخلي، وحقيقة أنها قراءة مشتركة مع الصديقة العزيزة أمل، لكنت توقفت عن القراءة، فالملل تسرب لي قبل حتى أن أنتصف بالكتاب.

❞ لا يجب على المرء أن يُصرّح على الدوام بما يُفكر فيه، ليست كل أمور العقل مستساغة للسمع ❝

لم أقرأ من قبل عن أحد تكلم عن هذا الموضوع (اكتئاب ما بعد الولادة) وهذا الشيء يحسب لصالح الكاتبة. 

من قراءاتي على أبجد.

تحذير: ليست للجميع توجد بعض الإيحاءات غير التعدي المذكور آنفا.

..

 اقتباسات مبعثرة 

❞ ليس سهلاً أن نُظهر لأحدٍ كم نحن ضعفاء. لذا نحوّل الضعف غالبًا إلى جمال ❝

❞ أشعر بحاجة لتدوين كل شيء، حتى أقل كلمة وأصغر حركة. ❝

❞ ربما نحتاج -حين نحب- أن نستشعر اختلاف الشخص المقابل وإلا فما من أحدٍ سيحب شخصًا يشبه الجميع. لا بد من إيجاد شيءٍ مختلف لنبدأ، فالاختلاف يصنع الحب. على الأقل يفجّره بدايةً. ❝

❞ لا يبدو أن لهذه الحرب نهاية، إنها رحى نشطة تدور فتطحن الناس والبيوت والحجارة، تطحن الآباء والأمهات على وجه الخصوص. ❝

❞ يبدو شعوري بالحاضر غائمًا، الأشياء حاضرة بقوة لكني منفصلة عنها إلى حدّ بعيد. ❝

❞ من يعيش في الداخل لا تهمه الأيام ولا تصدُق له أية رواية عنها. ❝

❞ أنا بعيدة، بعيدة عن نفسي أكثر مما يمكنني احتماله. ❝

❞ أن نقول يعني أن نؤكد أننا نفعل أو فعلنا أو سنفعل، كأننا نثبّت العالم من حولنا بأسلاك الكلمات. ❝

❞ الهناء حالة شعورية تبتدئ بتفكيرك بذات الطريقة التي يفكّرُ بها العالم من حولك. ❝

❞ في الحروب تظهر قوانين جديدة لرفع أناس وخفض آخرين ❝

❞ وجدت أنه لا يمكن حل الكثير من المسائل بالوقوف عليها وبالمواجهة والتصريح، بل هناك أمورٌ يتوجب -على الأقل بالنسبة لي- تمريرها تحت سِتار الصمت وغطاء التفكُّه لإسقاطها من علياء الرُّعب الذي يكتنفها ❝

❞ تنتهي نصف معاناتنا إن تمكنّا من تسمية ما يؤلمنا ❝

❞ ليست هناك طريقة تدفع أحدًا ما للشعور بالآخر ما لم يصدق كلماته. ❝

❞ يلجأ الناس عادة في حواراتهم إلى خلط الأمور، وأكثرهم ذكاءاً من يخلطها إلى الدرجة التي تترك خصمه عاجزًا عن فك خيوط النقاش من بعده. ❝

❞ إنها طريقة رائعة للإنكار. تكفُّ الأشياء عن الوجود متى ما كفّتِ اللغة عن التصريح بها، كل ما هو خارج اللغة أو عسيرٌ عليها لا ينتمي للعالم. ❝

❞ تبدأ فكرتنا عن قوّة والدينا وقدرتهم بالانحسار ما إن نرى فيهم أشباهًا لنا ❝

❞ أعترف أني لا أستحق الآن أن أؤخذ بجدية، ما أتفوه به كلام مجنون. ❝

❞ يُربكني الآخرون بقدر حاجتي إليهم. ❝

❞ أحتاج إلى أن أموت بحنان. ❝

❞ ليس للأمل سلطانٌ على الأحداث بل على شعورك حيالها. ❝