أحمق وميت وابن حرام وغير مرئي
المؤلف: خوان خوسيه مياس
المترجم: أحمد عبداللطيف
عدد الصفحات: 181
الناشر: منشورات المتوسط
رواية
---
❞ هذا البطل ابن الحرام الذي، بعد أن كرّس حياته لتقديم الخير للآخرين، جاء عليه الوقت ليعرف مَنْ هو، لأن البطل يحتمل كل شيء، ما من معاناة تفوق طاقة البطل، باستثناء معاناة عدم معرفته مَنْ هو ❝
تبدأ الرواية بـ "طرد البطل من العمل" في نفس وقت الذكرى السنوية لوفاة والديه، وصديقنا لم يبحث عن عمل جديد ولم يخبر زوجته بأمر هذا الطرد بل أخفاه عنها وتظاهر يومياً بذهابه إلى العمل، أما ابنه فكان يحكي له حكاية خيالية قبل النوم فتلبسته هو هذه الحكاية وبات يظن أنها حكايته الحقيقية وحاول العيش على أثرها.
❞ تفكيري الكوني كان يشير إلى أن التوافق بين الذكرى السنوية والطَّرْد من العمل لا بدّ له مغزى، وينبغي العثور عليه، ولم أتأخّر كثيرًا في الوصول إليه: سأفتح حسابًا مصرفيًا بأموال التعويض، وأستأجر شقّة، أقضي فيها الساعات التي كنتُ أقضيها في المكتب ❝
❞ حدث أني كلّما حكيتُ هذه الحكاية لـ دابيد أتذكّر أنها حكايتي أيضًا، لأنها خطرت ببالي في تلك السنوات ❝
هناك أفكار أراد مياس نقلها إلينا عن طريق دمج الواقع بالخيال الذي علمت بأنه أسلوبه الذي تمتاز جميع أعماله به، هذه الأفكار التي أراد بها سبر أغوار النفس البشرية وضعها في بطل يعاني من سلسلة من الأزمات الوجودية والشخصية، تلك الأفكار المعقدة حول مفهوم الحياة والموت، والخطيئة، والرؤية الذاتية. مهما حاول التعمق في هذه الشخصية فلم أستطع أبداً أن أتعاطف معها. قراءتي الثانية لمياس وقد فشل في جعلي أتعاطف مع شخصياته، في كلا الروايتين.
❞ حياتكَ كلّها تتوقّف على الطفل المحروم أو الطفل الحزين الذي يسكن بداخلكَ، لكنْ، أيضًا على السرعة التي تسعى بها، لتُحقّق رغباتكَ ❝
مهما كانت حالة الشخص النفسية فهي لا تبرر الخيانة أبداً.
إن كان بإمكاني أن أقارن بين من الظل وهذه فالأُولى كانت أبسط من هذه بمراحل، فهذه قُدمت على أنها من الروايات التي تُقرأ بسرعة وبجلسه واحدة لكنها أبداً ليست كذلك حتى مع قلة صفحاتها فهي تحتاج الكثير من التأني لتأمّل الأفكار المطروحة وفهمها. حاول مياس فيها إظهار جانب من السخرية في نقد المجتمع إلا أنه لم يكن بارزاً بقوة الأفكار الأساسية بل مشتتاً بعض الشيء فأظهرت التناقص بشخصية البطل.
لماذا كل هذا التعقيد!
قد يكون مياس مبدع في هذا المجال، لكن هذه الرواية "سدّت نفسي" عن بقية أعماله والتي كنت قد خططت لقراءة عدد منها مع بعض صديقات النادي لمناقشة فكر المؤلف، وإن كان مياس يطرح نفس الأفكار في جميع رواياته بنفس الأسلوب، فلا داعي لقراءة المزيد.
ليست للجميع أبداً.
من قراءاتي على أبجد.
.
.
.
اقتباسات مبعثرة
❞ أدركتُ فجأة أن الخوف مِنْ فَقْدِ عملي كان، في الحقيقة، خوفًا من أن أتعرّى. فخلال العشرين عامًا الأخيرة كان العمل غطاءً لعجزي: كنتُ أقلِّد تصرّفات وإيماءات الناس الطبيعية ❝
❞ لا بد أنكَ تعرف الكثير عن جهد أن تحاكي الآخرين ❝
❞ كل الذين يشربون قهوة بدون حليب وبدون سُكّر يعطون انطباعًا بأنهم يمتلكون بداخلهم حقيقة لا تذوب. ❝
❞ لماذا نحتاج إلى هذا الكمال، إن لم يكن لدينا ما نداريه؟ ❝
❞ قليلون مَنْ يحتملون أن يروا مسيرتهم خارج ذواتهم، وما من تقليد لأحد إلا وحمل في النهاية صيغة التّهكّم. ❝
❞ كبرتُ ولديّ فكرة أني ابن حرام، ورغم أن أبي أطلق شاربه بعد ذلك إلا أني لم أكن ابنه، ولا ابن أمّي. ❝
❞ نعتقد أننا نتجوّل العالم، لكننا لا نفعل شيئًا آخر إلا الانتقال من جانب لجانب آخر من ذواتنا، لأن العالم بداخلنا، وعند تجوُّله يتجوّلنا. ❝
❞ عندما أُغمض عينَيّ، أعبر من دون نظام ولا وعي من المناطق الأكثر دفئًا بخيالي إلى الأراضي الأكثر قَفْرًا بتفكيري ❝
❞ الحياة كلّها كانت معلّقة بتقييم الآخرين، بنظرتهم، ومن خلاله، كنتُ أشيد هويتي التي كانت مُجرّد استعارة، ❝
❞ فعندما تحيا حياة حقيقية، تغدو الذاكرة هادئة كالزيت، ورقة ملساء، فيما تظهر العُقد عندما تُخلّف وراءكَ حسابات دون تصفية ❝
❞ كان السَّيْر أفضل، إذ كنتُ أحتاج إلى التّنزّه قليلًا، لأُقلّل من توتّري، فالبكاء لا يكفي أحيانًا ❝
❞ بداخلي اكتملت الإبادة الجماعية، الأبطال دائمًا كانوا هكذا، يصلون إلى أهدافهم، ثمّ يفشلون بعد أن يتخطّوا تجارب مُعدّة، من أجل الجبابرة ❝
تعليقات
إرسال تعليق