مكان ثانٍ

 


مكان ثانٍ


المؤلف: راشيل كاسك
المترجم: محمد نجيب
عدد الصفحات: 184
الناشر: المحروسة


رواية


---


"لماذا نعيش بصورة مؤلمة جدا في خيالاتنا؟ لماذا نعاني هكذا من أشياء اخترعناها؟"

تدور أحداث الرواية من منظور واحد والراوية رُمز إلى إسمها بـ (م)، تدعو رساماً شهيرا - يُرمز له بـ (ل) - قد لامستها لوحاته بطريقة ما للإقامة في ملحق منزلها الواقع في منطقة ريفية بعيدة والذي دائماً ما تسميه بـ (المكان الثاني)، فتتوالى الأحداث ويتم مناقشة العديد من المواضيع في رأسها أولا قبل الحديث مع أشخاص آخرين، عن الهوية والبحث عن الذات، وكيف قد يكون الفن مصدر للإلهام والتحول الشخصي وتأثير الفنانين على من حولهم.

"لا يوجد سبب محدد ظاهرياً لماذا يجب أن ينادي عمل (ل) امرأة مثلي، أو ربما أي امرأة، ناهيك، بالتأكيد، بأم شابة على شفا التمرد"

هي رغبت من (ل) أن يلهمها بطريقة تتغير من خلالها بفنه وإبداعه حتى اكتشفت أن التغيير يجب أن ينبع من داخلها هي بعيداً عنه.

كُتبت الرواية وكأنها رسالة طويلة تتحدث فيها (م) إلى شخصية مجهولة تماما لنا كقراء تدعى (جيفرز) التي خيل إلي أنه قد يكون طبيبها النفسي الخاص بقدر ما شاركت معه من أشياء خاصة جداً.

جاء السرد هنا ممزوجاً بين السرد الذاتي والتحليل الفلسفي وتأملات عميقة حول الحياة والتجارب الإنسانية.

جمال الرواية أتى بكونها صادمة جداً فهي تتحدث - تقريباً - على لسان جميع نساء العالم بشفافيه كبيرة.. لدرجة أنني خفت أن يكون هناك خطب ما بي فالكثير من الأفكار والتساؤلات التي راودتها قد راودتني أنا أيضاً.

فهمت نفسسي أكثر بعد أن فهمتها.

كانت تجربتي مع الكتاب ثرية ومثيرة للتفكير.

أحببته.

ملاحظة: لا يُقرأ مع كتب أخرى فبجماله قد يفسدها.

.. ليست للجميع ..

.

.

.

اقتباسات مبعثرة

"الخوف، عادة كأي عادة، والعادات تقتل ما هو جوهري في نفوسنا"

"من السهل للغاية أن تعتقد أنك عديم الجدوى إلى هذه الدرجة في اللحظة نفسها التي يكون فيها واجبك الأخلاقي - كذات - جليا أكثر من أي وقت مضى"

"يعتريني خوف عظيم من رؤية الناس في حين لا يعرفون أنهم مراقبون، واكتشاف أشياء عنهم، سأكون أكثر سعادة لو لم أعرفها!"

"هناك نوع صحي من الكلام، رغم ندرته، نوع الكلام الذي من خلاله يخلق الناس أنفسهم من خلال إعطائها الفرصة للتعبير بالكلام"

"الحقيقة، في النهاية، ستدرك. لكن المشكلة أن الإدراك قد يتطلب عمراً كاملاً حتى يصل"

"تراءى لي الجمال دائماً كأنه شيء ربما أعثر عليه أو شيء قد فقته مؤقتاً"

"الواقع يحدث سواء كان هناك لرؤيته أم لا"

"يستطيع أحد الأبوين خسارة طفل كل يوم حتى يدرك أنه يستحسن به أن يعزف عن توقع ما سيصبحون، ومن ثم يركز على ما هو ماثل أمامه"

"يكمن قدر كبير من القوة في القدرة على رؤية مدى استعداد الآخرين لمنحك إياها"

"لست من نوعية النساء التي تفهم أو تتعاطف بدهيا مع نساء أخريات، ربما لأنني لا أفهم أو أتعاطف كثيراً مع نفسي"

"كان غريباً أن أعيش حياة ليس لها أي علاقة بأي شيء سبق أن فعلته أو كنته قبل ذلك"

"إن بعض الناس يكتبون ببساطة لأنهم لا يعرفون كيف يعيشون اللحظة، وعليهم إعادة بنائها والعيش فيها بعد ذلك"

"ثمة بعض الأشياء لا تمتلك حقاً نقيضاً، تحتاج إلى الانبثاق من العدم"

"الكثير من مشاعرنا وهم"

"لماذا تكون الأشياء لاحقاً أكثر واقعية مما كانت عليه لحظة حدوثها؟"

تعليقات

المشاركات الشائعة