عبادة المشاعر

 



 عبادة المشاعر 


المؤلف: ميشيل لكروا
المترجم: أمين كنون
عدد الصفحات: 186
الناشر: أفريقيا الشرق

فلسفة/علم نفس


***


عندما تشرع بقراءة كتاب لمؤلف جديد عليك ولا تملك أدنى فكرة أو معلومة عنه.. ولا ينتج عن ذلك إلا الفهم الخاطئ لغرض المؤلف، أو محتوى الكتاب.. فأنا هنا في بداية القراءة كنت أظن بأن لكروا عالم اجتماع حتى بحثت عنه واكتشفت بأنه فيلسوف.. هنا تغير منظوري بالكامل إزاء هذا الكتاب ومحتواه..

هنا.. ما بين الاعتراف بالمشاعر واستخدامها الخاطئ.. وهي المشكلة التي أرقت لكروا وأقضت مضجعه ليكتب عنها هذا الكتاب.. فقد أصبحت المشاعر "أداة للتسويق بين أيدي المتحكمين في أنشطتنا الترفيهية، الذين يستغلونها من أجل التأثير فينا بطريقة معينة"..

عندما يتحول الإنسان المعاصر ببحثه الدائم عن المشاعر التي تتميز بالإنفعالية إلى الإنسان الحساس، فيصبح كائن لا ترضيه المشاعر الهادئة التي تتصف بالديمومة.. "شراهة الأحاسيس القوية يرافقها تخدير للإحساس العادي، نتأثر كثيراً، ولكننا لا نعرف أن نحس حقيقة".. فالمشاعر البسيطة التي تأتي من التأمل والتفكر قد تكون من أقوى المشاعر التي تستر مع الإنسان..

أصبحنا عطشى لأي إحساس وأي شعور وهذا العطش لم نعرف كيف نرويه.. لم يشبعنا شيء.. 

"الناس يُضخّمون أحاسيسهم ولكنهم لا يترددون في إساءة إستعمالها"

سوء فهمي للمؤلف أدى لسوء فهمي للجزء الأول من الكتاب (عودة المشاعر).. فقد كنت أردد طوال قراءتي له (أين الخطأ بالضبط؟!!).. 
أهم شيء تعلمته وهو قبل أن أشرع بقراءة أي كتاب لمؤلف جديد هي أن أطلع على نبذة عن المؤلف، حتى أفهم كتابه ولا تصيبني الحيرة كما أصابتني هنا..
الموضوع كان عميقاً وأحسب أني أهدرت وقتي بفهمي الخاطئ هذا.

إذاكان في الجزء الأول تحدث عن (عودة المشاعر) ففي الجزء الثاني تحدث عن (انحرافها) ثم أتبع كل ذلك بالحل و(الاستخدام الصحيح لها) في الجزء الثالث من الكتاب.. 

بعض الكتب لا يتركها القارئ إلا وقد غيرت فيه شيئاً..

أنصح به لكل من هو مهتم بالموضوع.


.

.

.
  
 اقتباسات مبعثرة 

"التامل هو خضوع باحترام لما هو متفوق"

"الكنوز التي نظن أنها موجودة في داخل الروح تأتي في الحقيقة من العالم الخارجي. الثروات الداخلية هي مجرد انعكاسات لجماليات خارجية"

"لغة الحياة اليومية هي مرآة حقيقية للأخلاق"

"ما هي قيمة المشاعر التي نحدثها اصطناعيا والتي نتلاعب بها ونستهلكها بشراهة؟"

"الباحث عن الأحاسيس القوية هو أساساً نرجسي، لا يحتاج إلى الآخر لتحقيق حلمه بحياة عالية التوتر."

" تدهور العلاقات الإنسانية وتلاشي الشراكة العاطفية، هما أمران مرتبطان ببعضهما"

"المبالغة في الحديث تضعف الأحاسيس. عندما نتحدث كثيراً، نوشك على فقدان ما نحس به"

تعليقات

المشاركات الشائعة