لعبة الملاك ..

 




 لعبة الملاك 


تأليف: كارلوس زافون

ترجمة: معاوية عبدالمجيد

عدد الصفحات: 680

الناشر: منشورات الجمل

رواية


• • •


احب ان اعترف لكم اني لا احفظ التواريخ عندما اقرأ كتاباً.. واحيانا اخرى لا انظر اليها بالاساس🙈.. ولو كنت كذلك لما أصبت بـ (لحسة المخ) التي اصبت بها عندما قرأت هذه الرواية.. التي وان كانت ثاني كتاب في رباعية الكتب المنسية الا ان موقعها بخط الزمن يكون قبل سابقتها (ظل الريح)..

صحيح اننا نستطيع قراءة الكتب كل على حدة من غير ترتيب، لعدم تأثير بعض الأحداث على بعضها جوهرياً.. الا أنني عندما قررت الاطلاع عليها بالترتيب توقعت ان يكون هناك ترتيب بالاحداث.. حتى انني في بعض الاوقات أثناء قراءتي لـ (لعبة الملاك).. ظننت ان هناك بعض الاخطاء في سرد الاحداث 😅.. وكنت افكر طوال الرواية في مغزى المؤلف من هذه اللخبطة.. حتى وصلت لنهاية الرواية.. فاكتشفت الحقيقة التي صدمتني..


.

.

.


ديفيد مارتن.. الكاتب الصغير.. هجرته امه وتركته مع ابيه وهو في سن صغير لا يكاد يتذكرها.. حبه للكتب والقراءة جعلاه يعاني مع والده الأميّ الأمرين حتى فقده هو الاخر وهو صغير لم يبلغ سن المراهقة حتى.. عاش في مكتب صحيفة كان والده يعمل فيها حارسا بعض الوقت إثر توصية رجل  غني ذو نفوذ شعر بالشفقة عليه وكان بمثابة الوالد له.. 


هذه فقط البداية فالأحداث فيها تأتي تباعاً.. التسلسل في هذه الرواية لم يُخِب ظني فكان رائعاً وبوتيرة اعتبرها ممتازة..


كبر الصغير وأصبح كاتبا في نفس الصحيفة لسلسلة قصص بوليسية حتى بدأت الغيرة تدب في نفوس زملاءه فسعوا الى طرده منها.. فقامت دار نشر أخرى باحتكاره بتوصية من صاحبه الغني.. 


فشرع بالكتابة لدار النشر تلك سلسلة روايات بوليسية أخرى تدعى (مدينة الملاعين) باسم مستعار.. التي استغلته أسوأ استغلال واظن ان مشكلته الحقيقية بدأت من هنا..


تعرف على شخصية لا يقابلها غيره.. الذي واظنه استعبده هو الاخر.. 


أبظنكم كارلوس زافون قد أدخل الفانتازيا في هذا الجزء من السلسلة أم أن أحداث هذه الرواية في عقل مارتن فقط؟.. فبعض هذه الاحداث قد تدل على انه هو من فعلها وبعضها لا..


في هذا الجزء أيضاً "وهو الأهم بنظري" نتعرف على شخصية كانت مهمة لبطلنا السابق "دانيال"..😉


.

.

.

 

•• اقتباسات مبعثرة ••


"ان الكائنات البشرية تتعلم وتتشرب الأفكار والمفاهيم بوساطة السرد والحكاية، وليس بالدروس التربوية والخطب النظرية"..


" هل تعرف أجمل ما في القلوب المحطمة؟ أنها تتحطم بالفعل مرة واحدة فقط. وكل ما يحل بها، بعدئذ، مجرد خدوش"..


"أن معظم تلك المعتقدات وليد حدث ما أو شخصية قد تكون تاريخية. لكنها سرعان ما تتحول إلى حركات شعبية، تلاؤم الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تمر بها جماعة المؤمنين. "..


"تركت لحظة من الصمت المهيب تمضي كأنها إشارة على الرضا. كان فيذال مولعا بالأوبرا حتى تقمص إيقاع الحوارات الأوبرالية الخالدة. لم يكن يتغيب عن موعده مع بوتشيني في شرفة العائلة في مسرح المعهد. وكان واحدا من القلائل الذين يذهبون إلى هناك، بغض النظر عن البؤساء الذين يتكدسون في برج الحمَام، ليصغي إلى الموسيقى التي يحبها جدا حتى أثرت في خطابه عن الذات الإلهية وتلك البشرية ، كذاك الخطاب الذي كان يجود به على مسامعي يومها."..


"بينما كان فيدال يتكلم، كانت روايته - التي علي أن أسميها روايتي - على مسافة نصف متر من متناول يديه، في رزمة من الأوراق المقلوبة فوق طاولة الصالة. روى لي أنه كلف بیب بإتقان قيادة السيارة، ليسد فراغ مانويل. ولئن كان الشاب فارسا مغوارا، فإنه حتى تلك اللحظة قدم أداء كارثيا."..


"كان لدي فراغ ساعتين قبل زيارة المحامي فاليرا، لذا ركبت الترام حتى شارع لايتانا ونزلت عند تخوم حي كوندال. إذ كانت مكتبة سیمبيري وأبناؤه على مسافة قصيرة من هناك، وتجربتي تفيد بأن البائع العجوز لم يكن يغلق في استراحة الظهيرة، مناهضا دیدن التجارة المحلية. وجدته كالعادة، يرتب الكتب على المصطبة ويخدم عددا كبيرا من الزبائن في طوافهم بين الطاولات والرفوف لاصطياد كنز ثمين."..


"تركت الرسالة تسقط أرضا، ولم أستطع قراءة المزيد. غداً سيأتي يوم جدید، قلت لنفسي. وقد يكون أصعب من اليوم. لم أكن أتخيل أن روعة ذلك اليوم كانت قد بدأت للتو. وربما تمكنت من النوم ساعتين كحد أقصى، حين استيقظت على حين غرة في قلب الليل."..


"أعدتُ قراءة تلك الملاحظة أكثر من مرة، لعلي أقتنص من لغزها المغزى. كنت أعرف ذلك الزقاق، منذ فترة عملي في "صوت الصناعة"، دربا بائسا ومحجوبا خلف أسوار مقبرة بويبلو نويفو، مكتظا بورشات إعداد الشواهد والمنحوتات الجنائزية، وينتهي عند ضفاف الجداول التي تجتاز شاطئ بوغاتيل، ومدينة الصفيح الممتدة حتى البحر، ضاحية سوموروسترو. لسبب مبهم، أوصى مارلاسکا بدفع مبلغ طائل لأصحاب إحدى تلك الورشات."..


"حينذاك، شعرت بأني لن أرى ذلك المكان ثانية، وأني محكوم برؤيته في المنام، ونقش ذكراه في ذاكرتي، معتبرا نفسي من المحظوظين القلائل الذين ساروا في ممراته واطلعوا على ألغازه. أغمضت عيني برهة، كي تطبع تلك الصورة في ذهني إلى الأبد."..


• • •



للإطلاع على التدوينات السابقة الرجاء النقر على اسم المدونة بالاعلى لينقلكم الى الصفحة الرئيسية للمدونة ومن ثم اختيار اسم الكتاب..


قراءة ممتعة

وإلى لقاء آخر بكل ود 🌸

تعليقات

المشاركات الشائعة