من حديث النفس ..





   من حديث النفس 

تأليف: علي الطنطاوي  رحمه الله

عدد الصفحات: ٣١٢



•••



المؤلف.. أشهر من نار على علم.. ولا أظن أن هناك من لا يعرفه (من جيلي على الاقل ومن قبلنا)

الكتاب يحوي مقالات متفرقة للشيخ وكأنه يحدث نفسه بها.. وكل مقالة من مقالاته مؤرخة  بتاريخ كتابتها..

"أرجو من القارئ ألا ينظر في فصل من فصول هذا الكتاب حتى يرى تاريخ كتابته؛ فليس كل مافيه لـ "علي الطنطاوي" الذي يكتب هذه المقدمة، بل إن كل فصل فيه لـ "علي الطنطاوي" الذي كان في ذلك التاريخ.
وليس المؤلف إذن واحداً، ولكن جماعة في واحد،وكذلك الشأن في كل إنسان.
ولكل من هؤلاء "المؤلفين.." آراؤه وعواطفه، وأنا أحس - إذ أعرض فصول هذا الكتاب قبل دفعها إلى المطبعة - أن كثيرا منهذه الآراء وهذه العواطف مما أنكره الأن وآباه"..


•••


‏من شهر رمضان المبارك كنت قد نويت قراءة هذا الكتاب ولكن لم أبدأ به فعليا إلا بعد أن نشرت التدوينة السابقة..
و‏بسبب كون الكتاب الكترونيا لم استطع أنهاؤه بسرعة فكما اسلفت من قبل فأنا أمل بسرعة منها حتى لو كانت ممتعة..

‏كتابه هذا هو أول كتاب أقرأه له وافكر جديا بأن أتحدى نفسي بأن أقرأ مؤلفاته كاملة بإذن الله التي لا أعرف كم عددها بالضبط فقد وجدت مجموعة منها اون لاين..


•••


‏مقالة على أبواب الثلاثين

 
هي مقالة استوقفتني وجعلتني أفكر في ما مضى من عمري، ماذا أنجزت.. وماذا حققت.. واكتشفت إني أنجزت أشياء بالنسبة لغيري قد تكون شيئا تافها ولكنها لي تعتبر أشياء عظيمة..
 
‏لا يوجد مقياس محدد للإنجاز.. كل منا يحقق ويصنع ما يستطيع فعله مع إنني أؤمن أن الإنسان بمقدوره فعل الكثير بمعية الله ولكنني لا احبذ جلد الذات بسبب عدم القدرة على تحقيق هدف قد لم يكتبه الله لكم..
 توكلوا على الله ثم حققو ما تريدون..
 لا تيأسوا..


•••




‏عندما قرأت هذه المقالة تُقت لقراءة دواوين "انور العطار" وعندما بحثت وجدت له كتابين لا أدري إن كان هناك المزيد له أم لا لكنني وفقت في الحصول عليها مجانا الكترونيا من موقع Google play books ‏وهي "رباعيات انور العطار:علمتني الحياة وظلال الأيام"..

"‏رأيت "هذا" كله وما "هذا" إﻻ تلخيص لحياةأنور، الشاعر الذي عاش حياته كلها كما يعيش الشعراء الخلّص الملهَمون، شعراء القلب والروح واللسان ﻻ شعراء اﻷلفاظ وحدها والبيان، الشاعر في قلبيه المتفتح أبداً للجمال المترع بالخير الممتلئ بالحب، وفي لسانه الذي يفيض أبداً بالبيان وينفث السحر الحلال"..

‏عندما كنت في الجامعة فُرض علينا منهجا يسمى بـ التذوق الأدبي، كانت مادة جميلة وتمنيت فعلا لو أجد كتاب هذه المادة لقراءته فقد أحببت تحليلات النصوص الموجودة فيه او أن أجد على الاقل كتابا مشابها له..


•••


 من ما لاحظته من كتاباته رحمه الله انه و كأنه يتكلم عن حالنا هذا الزمان وهذا ما يجعلني أتسائل إذا كان هذا ما يشعر به في زمانه فماذا كان سيقول لو عاصر زماننا هذا؟!

"‏فيا أيها القراء، لا تقولوا: ومن الشيخ عيد السفرجلاني؟ وما له يملأ صفحات الرسالة بأخبار نكرة في الرجال؟ فكم في ظلام النسيان من عظماء حقاً، وكم في ضياء الشهرة من أصنام قائمة نظنها ناساً وهي مبنية من جامد الصخر أو بارد النحاس!"..


•••


إقتباسات مبعثرة من الكتاب

"وها أنذا أذكر مئات من الذكريات، وأتمثل طﻻبي كلهم أمامي حتى إني ﻷمدّ يدي أصافحهم فﻻ تقبض يدي إﻻ الهواء فأرتدّ مذعوراً وأجلس يائساً. لقد غدا هؤﻻء الفتيان جزءاً مني ﻷنهم عاشوا في نفسي ذكريات كما عشت في نفوسهم ذكرى، فنحن مجتمعون ولو نأت بنا الديار!"..

"ماهو هذا المستقبل؟ وهل اقتربت منه شبراً واحداً وأنا أركض وراءه منذ سبعة وعشرين عاماً؟ فمتى أصل إليه؟ وأين هو؟ أهو في العام اﻻتي؟ أهو فيما بعد خمس سنين؟ وهل يبقى مستقبلا إذا أنا بلغته أم يصبح حاضراً ويكون علي أن أبلغ مستقبلا آخر؟...
أيكون مستقبلي القبر؟ لقد طوّفت في اﻵفاق وشرّقت وغربت وأنجدت وأعرقت... فما رجعت إﻻ بالخيبة والتعب واﻹفلاس. فأين أجد الهدوء والراحة من هموم العيش حتى أنصرف إلى ما خلقت له من الدرس والمطالعة والكتابة والتأليف؟"..

"وأنا أصرف العمر في قطع العمر وأجعل أكبر همي إضاعة يومي، كأني أعطيت الحياة ﻷعمل على تبديدها، فإذا لم أجد ما أمزق به الوقت واضطررت إلى مواجهة الزمان في ساعة كساعات اﻹنتظار ضقت بعمري, وضجرت وأحسست كأني سأجن!"..

"فمن أين للعربية هذه المزية؟ وكيف ثبتت العربية برغم النكبات الثقال التي مرت بها؟ كيف عجزت الدول التركية والفارسية التي تعاقبت على بﻻد العرب من أيام الواثق عن أن تقضي عليها؟ بل كيف استطاعت هي أن تقضي عل عجمتهم وتدخلهم تحت لوائها؟ وماهو السر في قوة العربية وثباتها؟

إن السر في هذا الحصن المتين الذي حصنها الله به: القرآن يا سادة، القرآن"..


•••
 
 
‏تجربتي مع هذا الكتاب كانت أكثر من رائعة ولكنني أفترض أنه كان من المستحسن أن أقرأ مجموعة كتب الذكريات قبل هذا لأنني لاحظت تكرار اسم الكتاب كمرجع في بعض الهوامش،
‏اظن أن مجموعة ذكريات ثمانية وأنا لست متأكدة من هذا..
 
كلماته وتعبيراته اعجبتني اكثر مما قرأت في كتاب جبران.. ولكن كما قلت قد أكون قد أخطأت الإختيار..
 


عندما أبدأ بقراءة كتاب ما فإني أدخل إلى عالم ذلك المؤلف..
وما أن أنهيت هذا الكتاب آلمني حقا الخروج من عالم الطنطاوي..
 الطنطاوي رحمه الله في وصفه لعالمة جعلني أتمنى العيش فيه❣️

لله دره رحمه الله
 
 



•••



للإطلاع على التدوينات السابقة الرجاء النقر على اسم المدونة بالاعلى لينقلكم الى الصفحة الرئيسية للمدونة ومن ثم اختيار اسم الكتاب..

.
.
.


قراءة ممتعة

وإلى لقاء آخر بكل ود



تعليقات

المشاركات الشائعة