الانفعال
الانفعال
مقدمة قصيرة جداً
فلسفة / علم نفس
**
"التعبيرات الانفعالية ليست مثل اللغة في اختلافها من ثقافة إلى أخرى؛ إنما هي سمة فطرية أقرب ما تكون إلى التنفّس الذي يُعَد جزءًا لا ينفكَّ عن الطبيعة البشرية."
الكتاب يقدم نظرة شاملة، سريعة، وموجزه حول ماهية الانفعال الإنساني: كيف ينشأ، وما علاقته بالعقل، ولماذا نختبر مشاعر كالخوف أو الغضب أو الفرح. يناقش المؤلف النظريات الفلسفية والعلمية التي حاولت تفسير الانفعال، مستندًا بشكل رئيس إلى نظرية داروين في التطور لفهم جذوره البيولوجية. كما يتطرق إلى دور الانفعال في السلوك الإنساني، واتخاذ القرار، والعلاقات الاجتماعية، محاولًا الربط بين ما هو جسدي وما هو نفسي في التجربة الشعورية.
كانت تجربة القراءة هنا مثيرة للاهتمام في بعض الفصول رغم ملاحظتي عدم موضوعية المؤلف واستناده التام إلى أبحاث نظرية داروين للتطور، ولم يستعرض أي نظريات أخرى مغايرة قد تقدم إجابات على تساؤلاته. ربما لو لم يكن عقله ضيقاً واطّلع على كتب الأديان السماوية لوجد بعض الإجابات التي كان يبحث عنها.
قد يشفع للكتاب أسلوبه المتوازن. فطرحه للأمثلة كان أكاديمياً، وعرضه لفكرته كان سلسا وسهل الفهم، وبالتالي سهُلت المطالعة. ومع ذلك رأيت أن الموضوع أبسط بكثير من ذلك، إذ أن الفلاسفة يميلون دائما لتعقيد المواضيع البسيطة.
وفي النهاية، أرى أنه مفيد للقارئ العام المهتم بالموضوع، لكنه لا يبهر أو يضيف معرفة جديدة بشكل جوهري.
تحذير: بما إن الكتاب مبني على نظرية التطور، فبالتأكيد سيكون هناك بعض التعديات.
من قراءات نادي مستنار.
..
اقتباسات مبعثرة
"ثمة أوقات يُستحسَن فيها الاستماع إلى إملاءات العقل بدلًا من القلب. ومعرفة متى نتّبع مشاعرنا ومتى نتجاهلها هي موهبة قيمة يُطلِق عليها البعض «الذكاء الانفعالي»."
"أراد علم النفس أن يتّخذ موقفًا مُحايدًا أخلاقيًّا ومتحررًا من الإطار الأخلاقي الذي بنى داخله الفلاسفة اليونانيون مُقارباتهم للعقل، وأن يكوِّن منظورًا علمانيًّا بحتًا متحررًا من الدلالات الدينية. ولبيان ذلك بوضوح شديد، احتاج علماء النفس إلى مفرداتٍ جديدة. فكانت كلمة الانفعال (emotion) مناسبة تمامًا لهذا الغرض."
"إن إرﺛﻨﺎ المشترك ﻣﻦ اﻻﻧﻔﻌﺎﻻت ﻳﺮﺑﻂ ﺑين أﻓﺮاد اﻟﺒﴩﻳﺔ ﺟﻤﻌﺎء ﻋﲆ ﻧﺤﻮ ٍ ﻳﺘﺠﺎوز اﻻﺧﺘﻼﻓﺎت اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ."
"إذا ﻛﻨﺖ ﺗﻌﺘﻘﺪ أن اﻟﻌﻘﻞ اﻟﺒﴩي ﻳﻌﻤﻞ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣُﻌﻴﻨﺔ، ﻓﺈن ﻋﻘﻠﻚ ﻗﺪ ﻳﺒﺪأ ﰲ اﻟﺘﴫف ﺟﺰﺋﻴٍّﺎ ﻛﻤﺎ ﺗﺘﻨﺒﺄ ﻧﻈﺮﻳﺘﻚ ﺣﺘﻰ وﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﻏير دﻗﻴﻘﺔ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻛﺘﻔﺴيرٍ ﻟﻠﻨﻔﺲ اﻟﺒﴩﻳﺔ ﺑﻮﺟﻪ ﻋﺎم."
"إن اﻻدﻋﺎءات اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺗﻜﻮن داﺋﻤﺎ ﻋﺮﺿﺔ ﻟﻠﺘﻐير، وﻟﻬﺬا ﻳﻈﻞ اﻟﻨﻘﺎش ﻣُﺴﺘﻤﺮٍّا ﺣﻮل اﻷﻫﻤﻴﺔ اﻟﻨﺴﺒﻴﺔ ﻟﺪور اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ واﻟﺘﻨﺸﺌﺔ ﰲ ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻻﻧﻔﻌﺎﻻت."
"إن اﻟﻘﺪرة ﻋﲆ ﺗﺨﻤين اﻟﺤﺎﻟﺔ المزاﺟﻴﺔ ﻟﺸﺨﺺ ﻣﺎ ﺑﻨﺎءً ﻋﲆ ﻫﺬه اﻹﺷﺎرات اﻟﺪﻗﻴﻘﺔ ﻫﻲ ﻣﻮﻫﺒﺔ ﻧﺎدرة ﻟﻜﻦ ﻳﻤﻜﻦ ﺻﻘﻠﻬﺎ ﺑﺎلممارﺳﺔ."
"ﺗُﻌد اﻹﺷﺎرات اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻴﺔ اﻟﻼ إرادية واﺣﺪةً ﻣﻦ أﻛﺜﺮ المعلوﻣﺎت الموﺛﻮق ﻓﻴﻬﺎ لمعرﻓﺔ ﺷﺨﺼﻴﺎت اﻵﺧﺮﻳﻦ."
"اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺴﻌﻴﺪة ﻫﻲ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺠﺮد ﺗﺠنب اﻷﻟﻢ واﻟﺠﻮع."
"ﻳﻤﻜﻦ اﻋﺘﺒﺎر المنطق واﻻﻧﻔﻌﺎﻻت ﻧﻈﺎﻣين ﻣﺘﻜﺎﻣﻠَين ﰲ اﻟﺪﻣﺎغ اﻟﺒﴩي ﻻﺗﺨﺎذ اﻟﻘﺮارات."
"اﺣﺪى اﻷﻓﻜﺎر اﻟﻘﻠﻴﻠﺔ اﻟﻮاﺿﺤﺔ ﻋﻦ اﻟﻮﻋﻲ، واﻟﺘﻲ ﺣﻈﻴَﺖ ﺑﻘﺪْر ﻣﻦ اﻹﺟﻤﺎع، ﻫﻲ أن المشاﻋﺮ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺗﻌﺘﻤﺪ اﻋﺘﻤﺎدًا ﻛﺒيرًا ﻋﲆ ﻧﻮع ﺟﺴﻢ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ."
"ﻳﺒﺪو أن اﻻﻧﻔﻌﺎﻻت أﺣﻴﺎﻧًﺎ ﻗﺪ ﺗﻈﻬﺮ ﻧﻮﻋًﺎ ﻣﻦ اﻟﻌﻘﻼﻧﻴﺔ اﻟﻔﺎﺋﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﺗُﻨﻘﺬ المنطق اﻟﺒﺤﺖ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻪ."
تعليقات
إرسال تعليق