رسالة من مجهولة

 


رسالة من مجهولة

المؤلف: ستيفان زفايج
المترجم: أبو بكر العيادي
عدد الصفحات: ٥٩.. الفعلية
الناشر: مسكلياني

رواية

**

“لا شيء على الأرض يشبه حبًّا لا يلمحه أحد، حبّ طفلةٍ انزوت في الظل.”

قصة حبٍّ بسيطة في ظاهرها، إلا أن من قرأ لزفايج يعلم علم اليقين أن الهدف ليس قصة الحب، بل شيء آخر أعمق من ذلك بكثير. في ٥٩ صفحة، شرّح لنا مشاعر امرأة مجهولة عاشت قصة حبٍّ ملحمية لوحدها، وكأنها لم ترغب أن يشاركها أحد هذا الحب أو يُعكّره عليها، حتى حبيبها نفسه. لترسل له رسالة من غير اسم أو عنوان، لتخبره بكل شيء كوداعٍ أخير:

“إليك وحدك أريد أن أتكلم، إليك أنت أقول كل شيء.”

رواية قرأتها في جلسة واحدة – وأنا التي لم تفعل ذلك منذ وقت طويل –، لا لأن الوقت كان مواتيًا، بل لأن النفس أبت أن تنهض قبل أن تنكشف لها خبايا هذا البوح الطويل.

ما أبرع زفايج في الغوص في سرائر القلوب! وما أقدر قلمه على تصوير المشاعر وهي تتقلب، وكأنما هو من عاشها.

لكأنما كتب هذه القصة لا ليصف قصة حب، بل ليقول شيئًا عن الإنسان حين يستبد به الشعور بالهوس، فلا يستطيع إنقاذ نفسه والخروج منه، بل يغوص فيه عميقًا كلما تقدم به الزمن.

لم أشعر بالشفقة عليها، بل بالاستنكار. كيف لإنسان أن يفعل بنفسه ذلك؟ أن يختار أن يُمحى، أن يحيا بلا اسم، بلا وجه، بلا حق في أن يُحب ويُعرف؟ أن يعذّب نفسه بنفسه، ويعيش في خياله وحكايته لوحده؟

لا أظن أن زفايج كتب هذه القصة ليُشيد بتضحية “المجهولة”، بل لينبّه إلى أولئك الذين يظنون أن البطولة في الألم، وأن قيمة الحب في العذاب. إنه يقول لنا إن الحب الذي لا يُقال، ولا يُعاش، ولا يُرى، هو خيال لا حقيقة. وإذا استسلم الإنسان للأوهام، فلن يستطيع العودة.

هذه رواية توقظ فيك الرغبة لقراءة المزيد.

ليست للجميع 🔞 

..


 اقتباسات مبعثرة 

"الشيء الوحيد الذي أطلبه منك هو أن تصدق كل ما سيبوح به وجعي لك، فلا ملاذ له غيرك"

" الأطفال المنعزلون هم وحدهم الذين يستطيعون أن يحتفظوا بعشقهم لأنفسهم"

" لا شيء موجود إلا بقدر علاقته بك"

"أردتك بكل كبريائي أن تفكر فيّ كامل حياتك دون أي جزع"


تعليقات

المشاركات الشائعة