جروح الذاكرة

 


 جروح الذاكرة 


المؤلف: تركي الحمد
عدد الصفحات: 286
الناشر: دار الساقي


رواية


---


"أسموها (لطيفة)، كما تذكر أمها دائماً، استبشاراً بلطف الله بعباده تلك الليلة"

حكاية لطيفة وذكريات لطيفة.. 

بدأت الرواية بذكريات وانتهت بكتابة هذه الذكريات.. 

لطيفة وصدمات طفولتها التي نهشت روحها نهشاً وضمدتها بالإنكار واحتقار الذات الذي لازمها طويلاً.. ومحاولاتها البائسة في إصلاح وترميم ذاتها.. 

خرجت من قريتها أمية كبنات جيلها لكنها حاولت تعويض ذلك النقص بتعلم "فك الخط" وقراءة الكتب "ذلك العالم من البهجة والمتعة والإثارة الذي انفتحت أمامها أبوابه"  ليجعلها ذلك مع الحياة فيلسوفة وإن كانت فلسفتها خاصة بها لا تظهرها للآخرين..

لكن....

"النفس تمرض كما الجسد تماماً، بل ويصيبها العفن"

"لم أعد أحس أنني أنا، مجرد لحظات أعود فيها إلى نفسي، ثم تضيع نفسي من نفسي، وأحس أنني على حافة الجنون"

مرضت لطيفة ولم تجد عائلتها لها علاجاً في محاولاتهم اليائسة للبحث عنه إلا في مصحة الأجنحة المتكسرة في بيروت..

العجيب في الرواية هو تعمق الحمد في وصف تطور المرض النفسي للشخصية.. وكان أكثر ما أعجبني فيها..

..

أتساءل: لماذا اختار تلك الفترة الزمنية بالذات ليكتب عنها؟!

فترة الصحوة في السعودية.. والأحداث المصاحبة التي لا تناسب تلك الفترة من الأساس..

كانت فكرة رائعة "معجونة" بأفكار مبتذلة، وأخرى مسمومة..


رواية تحوي أفكار علمانية وأخرى إلحادية تمس العقيدة.. لا تصلح للجميع أبداً 🔞.. 


.

.

.


 اقتباسات مبعثرة 

"ليس المهم هو مايجري حولنا، ولكن المهم هو ما يجري فينا.. الزمن إحساس لما في الداخل، وليس حساباً لما في الخارج"

"نوهم النفس بأننا من الخالدين في لحظة غفلة، ثم نكتشف فجأة أننا من المخدوعين في لحظة نور خاطفة لا تلبث أن تنطفئ بمثل ما ومضت"

"ليست العبقرية في المعاني، ولكنها في القالب الذي تقدم فيه"

"المذكرات اليومية هي أفضل علاج لانفعالات النفس وحتى قاذوراتها المترسبة والمتعفنة"

"كانت خائفة مما هو مكتوب ومجهول ولا تدري ما هو، وليس بيدها شيء حياله، وهذا هو المرعب في الأمر"

"الأمراض النفسية هي نتاج هذا العصر الذي نعيشه، وأنه كلما ارتفعت مرتبة المرء الاجتماعية كان أكثر عرضة لأمراض النفس"

"كانت تشعر بأسى شديد يستولي على كيانها كله، ولا تملك معه إلا أن تبكي وتبكي، والكل من حولها لا يدري لماذا تبكي، وهي لا تقول شيئاً ، لأنها لا تدري بالفعل ماذا أصابها، فكل ما تحس به هو رغبة عارمة في البكاء وحسب"

"عندما نتنكر لبشريتنا بأن نحاول أن نصبح ملائكة أو شياطين، فعندها نقع في الخطأ"

"مصارحة النفس بالحقائق الخفية، دون إحساس هوسي بالذنب، هو الخطوة الأولى للتنظيف"

تعليقات

المشاركات الشائعة